عاصفة جديدة تهب في سماء الدوري الإيطالي حينما يحل المتصدر يوفنتوس المنتشي بانتصاره الأوروبي ضيفاً على روما الذي يلعب مباراته الأولى بمدربه الجديد وذلك لحساب الجولة ال25. وفي لقاء آخر يستضيف كييفو فيرونا فريق باليرمو. تمثل مواجهة «البيانكونيري» و«الذئاب» قمة الجولة وسيكون ملعب «الأولمبيكو» في العاصمة الإيطالية مسرحاً للمعركة المرتقبة، الفريق المستضيف لا يبدو بأفضل أحواله على رغم امتلاكه أقوى خط هجوم، إذ يشارك في ذلك ضيفه يوفنتوس ب50 هدفاً، لكنه يعاني في خطوطه الخلفية، لاسيما أن شباكه استقبلت 45 هدفاً، ليكون بذلك ثاني أسوأ خط دفاع في «الكالتشيو» بعد بيسكارا الذي تلقى 49 هدفاً. إدارة النادي ارتأت أن مدرب الفريق زيمان لم يتواكب مع خططها قبل بداية الموسم، فهو كان ناجحاً بكل المقاييس في صناعة فريق يجيد الوصول إلى شباك الخصوم، ولكنه أهمل الدفاع، ما جعل روما يبدو هشاً أمام أضعف الفرق قبل أقواها، وانتظر مسؤولو النادي العاصمي طويلاً حتى بلغ السيل الزبى في المباراة الأخيرة أمام سامبدوريا التي انتهت بهزيمة كبيرة مجدداً بثلاثة أهداف في مقابل هدف واحد، الأمر الذي عجل باتخاذ قرار إلغاء عقد العجوز التشيخي، وإسناد المهمة لمساعده اندريا زولي الذي سيخوض اختباراً صعباً في وقت باكر، عندما يرسم تكتيكاً من المفترض أن يكون مختلفاً أمام «السيدة العجوز». ولن يكون من الصعوبة رسم خطة هجومية لروما للتسجيل، فوجود الأرجنتيني لاميلا، والأميركي برادلي، أمامهم القائد المخضرم فرانشيسكو توتي يعطي ارتيارحاً لزولي، ولكن التغيير ينبغي أن تظهر آثاره على العناصر الدفاعية، وسيزيد غياب الثنائي دي روسي وأوسفالدو من مصاعبه في هذه المباراة، وسيكون الفوز بمثابة عودة قوية، إضافة إلى أن النقاط ال36 ليست كافية للمنافسة حتى على المقاعد المؤهلة إلى «اليوروبا ليغ». على الضفة الأخرى، يقف كونتي مع فريق لا تنقصه الخبرة، ولا تختلجه المشكلات الفنية كثيراً، فهو يعود من فوز مثير ومهم على سلتك الأسكتلندي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى أن توسيعه للفارق إلى خمس نقاط بينه وبين أقرب منافسيه نابولي في سباق الصدارة يزيد من ترشيحاته لتخطي ضيفه الجريح. على عكس الأخير، عزز أبناء تورينو خط هجومهم بتعاقدهم مع المخضرم الفرنسي نيكولاس أنيلكا، كما أن نقاطه ال55 تضاعف من ثقة عناصره ومدربه وجماهيره بمواصلة العروض اللافتة، فعلى رغم التوقعات بتعثر «البيانكونيري» في مباراته السابقة أمام فيورينتينا المتوهج في هذا الموسم، أثبت يوفنتوس أنه لا يأبه إلا بنقاط ثلاث يخطب ودها في كل لقاء، بغض النظر عن هوية الخصم. وفي المواجهة الثانية، يسعى باليرمو الذي سيسافر إلى فيرونا من أجل مقابلة كييفو لجمع ما يمكن جمعه من النقاط، للابتعاد عن شبح الهبوط، خصوصاً أنه يقبع في قاع «الكالتشيو» ب18 نقطة، وتعول جماهير صقلية على قائد الفريق ميكولي لإنقاذ الفريق والتسجيل، أما فريق كييفو فأوضاعه ليست مريحة إلى حد بعيد فهو يملك 28 نقطة، ما يعني أن خسارته ستدخله في دوامة حسابات الهبوط.