في ثالث أيام عيد الأضحى عادت أعمال العنف لتحصد المزيد من العراقيين الذين لم يصدقوا الهدوء الذي عم البلاد خلال اليومين الماضيين. وقتل أمس حوالى الخمسين شخصاً بتفجير سبع سيارات مفخخة في بغداد وسيارتين أخريين في الموصل. على صعيد آخر، يستعد رئيس الوزراء نوري المالكي للتوجه إلى الولاياتالمتحدة الأميركية في زيارة رسمية قال مقربون منه إنها ستركز على البحث في تنفيذ اتفاق سابق لتسليح الجيش وتبديد الشكوك الأميركية بسماح العراق بعبور الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر أجوائه. وتأتي الزيارة على وقع تصاعد مستمر في أعمال العنف أدى منذ مطلع العام إلى قتل وجرح آلاف العراقيين، ووسط تعقيد في الأزمة السورية، والانفراج النسبي في العلاقات الإيرانية الأميركية. وقتل وجرح أكثر من مئة عراقي على الأقل، في هجومين بسيارات مفخخة، الأول في بلدة تسكنها غالبية من طائفة الشبك في الموصل، والثاني بسبع سيارات مفخخة طاول أحياء عدة في بغداد. وحملت كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي الحكومة وقوات الأمن المسؤولية كاملة. وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل المالكي في أول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال القيادي في «حزب الدعوة» بزعامة المالكي، النائب عبد الهادي الحساني في تصريح إلى «الحياة»، أن «من اهم الملفات التي سيناقشها رئيس الوزراء تزويد القوات العراقية أسلحة حديثة وتقنيات متطورة لمحاربة الإرهاب، وتذكير واشنطن بالتزاماتها تجاه العراق ، في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين». وأوضح أن «العراق في حاجة إلى منظومة دفاعية متطورة لضبط الأمن، وبصورة عاجلة، وأعتقد بأن رئيس الوزراء سيناقش ذلك بصراحة مع واشنطن». وأشار إلى أن القضايا الإقليمية، ومنها الأزمة السورية وتطورات الأحداث في المنطقة ستكون ضمن جدول أعمال الزيارة. لكن مصادر سياسية مقربة من الحكومة أبلغت إلى «الحياة» امس أن المالكي سيحاول طرح نفسه «وسيطاً» بين واشنطن وطهران في ما يتعلق بالأزمة السورية. وأكدت المصادر أن اقتراب الانتخابات العراقية المفترض إجراؤها منتصف العام المقبل، وموقع ائتلاف المالكي الذي تراجع في الانتخابات المحلية، بالإضافة إلى الانفتاح الإيراني على الولاياتالمتحدة، كلها قضايا سيحاول المالكي طرحها وتصوير نفسه لاعباً رئيسياً فيها، تمهيداً لتجديد ولايته للمرة الثالثة. وأشارت المصادر إلى أن سياسيين عراقيين نقلوا عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض ليس ضد استبدال المالكي في الانتخابات المقبلة. ولفتت إلى أن الطروحات العراقية الأخيرة حول الأزمة السورية، والمبادرة التي أعلنتها بغداد ستكون مدخلاً لعرض موقف الحكومة، باعتبارها بوابة للحوار وليست جزءاً من الأزمة السورية. وقالت إن تبديد الشكوك الأميركية والغربية من تورط العراق في تسهيل عمليات نقل الأسلحة الإيرانية عبر سورية سيكون من أهداف الزيارة.