اهتم الإعلام الدولي بنقل تفاصيل أداء المسلمين شعيرة الحج، إذ تنافست أكثر من 26 قناة فضائية عربية وإسلامية وأجنبية، و75 فريقاً إعلامياً أجنبياً مستقلاً، وعدد من وكالات الأنباء والإذاعات والصحف العالمية، في نقل أحداث الحج هذا العام، ورصدتها مباشرة بالصوت والصورة على مدار الساعة. كما تنافست وسائل الإعلام التي استضافتها وزارة الثقافة والإعلام في تغطية تصعيد الحجيج من مكةالمكرمة إلى مشعري منى وعرفات، ثم مزدلفة، ومتابعة تأدية المناسك في المشاعر المقدسة، وحرص الإعلاميون على التميز بالصور المعبرة عن الروحانية والمواقف الإنسانية في حركة الحجيج والأيام التي يقضونها في أداء المناسك بتنوع ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم. وتابعت قناة «bbs» الأميركية عبر مراسلها في المشاعر الحجاج الأميركيين، وسلطت في تقارير عدة الأضواء على الخدمات والتسهيلات المقدمة إليهم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، فيما نقل الإعلام البريطاني أجواء المشاعر عبر قناة «الإسلام» البريطانية، واهتم الإعلام الإسباني عبر قناة «قرطبة» بمتابعة تنقلات ضيوف الرحمن، كما اهتمت قناة «tv» الجنوب أفريقية، وقناة «سكاي نيوز» العربية، إضافة إلى قناة «ميديا1» الهندية برصد مناسك الحج ونقل الخدمات المقدمة فيه. وشاركت قناة «الجزيرة» القطرية في نقل المشاعر، إضافة إلى قنوات أندونيسية منها «مترو» و«sctv»، وقناتا «دوست» و «رأرماك» التركيتين، وصحيفة «مات هيامم» الهندية، إضافة إلى قناة «الشرقية» العراقية، وقناة «الهدى»، وقناة «النهار» الجزائرية، وقناة «شنقيط» الموريتانية وقناة «الهجرة». ومن الوكالات الإخبارية العالمية المشاركة في التغطية تصدرت وكالة «أسوشيتد برس»، ووكالة الصحافة الفرنسية، ووكالة «رويترز» للأنباء، ووكالتا «جيهان» و «أنباء الأناضول» التركيتان، المشهد من حيث السرعة في بث الصور والحرص على تميزها. وشهدت أروقة المراكز الإعلامية التي هيأتها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للإعلام الخارجي في كل من جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة ومشعري عرفات ومنى، حركة دائبة للإعلاميين يتسابقون في تغطية تحركات الحجاج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة ونقل وقائع هذه المناسبة. وكثف الإعلاميون جولاتهم في المشاعر بين حجاج بيت الله الحرام واللقاء بالمسؤولين القائمين على شؤون الحج في جميع جوانبه ومتابعة الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، وإلقاء الضوء على مشاريع التوسعة في الحرمين الشريفين، ومشروع قطار المشاعر، ومشروع الجمرات، وتنظيم تفويج الحجاج في جسر الجمرات. وعن التجاوب الإعلامي الدولي مع جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، أوضح رئيس تحرير صحيفة «النهار» المصرية أسامة شرشر أن هذا التجاوب «دليل على أن الشعوب كافة ترفض العبث بالمقدسات، أو نشر الفوضى في المشاعر»، مشيراً في اتصال مع «الحياة» إلى أن «التحذيرات السعودية من أن تسييس الحج سيواجه بحزم، كانت موجهة إلى كل من كان يسعى إلى العبث بأمن الحجاج، أو توظيف شعارات سياسية بذاتها تخدم جماعات وأحزاب دعت صراحة إلى استغلال المشاعر في نشر أفكارها أو مواقفها». وأضاف أنه التقى الأمير نايف بن عبدالعزيز عام 2008، وكانت رسالته الواضحة خلال اللقاء أن «الخلايا الإرهابية النائمة هي الخطر المقبل على مصر والعالم الإسلامي»، موضحاً أن الجهات المعنية في المملكة نجحت في موسم حج هذا العام في تحييد الاختلافات السياسية الجوهرية التي يعيشها المسلمون هذه الأيام، وتجاوزتها نحو «حج خال من أي انعكاسات لهذه الاختلافات»، داعياً إلى مساندة المملكة إعلامياً في جهودها «لدعم الاستقرار والأمن في المنطقة».