فيما تبين أن أحد المهندسين الخمسة الذين اغتيلوا قرب دمشق أول من أمس، إيراني الجنسية ويعمل مع السوريين الأربعة في مجال الطاقة النووية، تأكد مقتل «أبو عبدالعزيز القطري» أحد القياديين البارزين القريبين من تنظيم «القاعدة» في شمال غربي سورية (للمزيد). وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «مسلحين قتلوا خمسة مهندسين نوويين -أربعة منهم سوريون والخامس إيراني- على مشارف دمشق»، مشيراً إلى أن هؤلاء «قتلوا أثناء توجههم بعدد قليل من السيارات إلى مركز للبحوث العلمية قرب حي برزة» شمال شرقي دمشق. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في منطقة تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، كما لم تشر وسائل الإعلام الرسمية في سورية أو إيران إلى الواقعة. وقال ناشطون إن المهندسين السوريين الأربعة هم «نزار الصمل وكامل السوادي وعبادة عيون ونضال غازي»، ويتحدّرون من مدينتي التل وحرستا وبلدة تل منين قرب دمشق. وتابعوا أن الخمسة قتلوا بإطلاق النار على حافلة كانت تسير قرب جسر حرنة القريب من حي برزة، على مقربة من المركز الذي يعملون فيه. ويرتبط «مركز البحوث العلمية» بوزارة الدفاع السورية ويقع في منطقة خاضعة لسيطرة النظام وقرب برزة البلد التي أبرم فيها اتفاق تهدئة بين القوات النظامية والمعارضة، لكن الاشتباكات تجددت قبل أيام بالتزامن مع قصف قوات النظام مدرسة في حي القابون المجاور، حيث قتل أكثر من 15 طفلاً. سياسياً، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الرئيس بشار الأسد اطلع من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على «النقاط الأساسية وأهداف مبادرته بتجميد القتال في حلب المدينة (شمال)، معتبراً أن مبادرة دي ميستورا جديرة بالدرس ومحاولة العمل عليها من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى مدينة حلب». وقدّم مبعوث الأممالمتحدة في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي «خطة تحرك» في شأن الوضع في سورية إلى مجلس الأمن قضت ب «تجميد» القتال في بعض المناطق، خصوصاً مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. واتهم ناشطون معارضون ميليشيات «اللجان الشعبية» المقاتلة إلى جانب قوات الأسد ب «إفشال المشروع الأممي لإدخال مواد غذائية إلى حي الوعر المحاصر في مدينة حمص وسط البلاد». وكان مفترضاً دخول وفد أممي ودي ميستورا إلى الحي، لكن معارضين قالوا إن «شبيحة النظام تلقت الأوامر بقصف الحي بالدبابات وقذائف هاون، وحصول حالات قنص تسبّبت في استشهاد 3 مدنيين ما أدى إلى توقف الجهود». إلى ذلك، وصل وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة هادي البحرة إلى لندن أمس، للمشاركة في اجتماع مجموعة لندن من «أصدقاء سورية» والتي تضم 11 دولة. والتقى البحرة أمس وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند. ميدانياً، أفاد تنظيم «جند الأقصى» القريب من «جبهة النصرة» في بيان، بأن جثة «أبو عبدالعزيز القطري» الذي اختفى قبل عشرة شهور وجدت في قرية ديرسنبل مسقط رأس قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف في جبل الزاوية شمال غربي سورية. و «أبو عبد العزيز القطري» فلسطيني الأصل يحمل جواز سفر أردنياً، وكان سافر إلى أفغانستان وقاتل ضد الاتحاد السوفياتي، ثم عاد إلى العراق ليقوم بنشاطات مع بعض رفاقه، انتهت باعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكن أُطلق قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وقاتل لاحقاً مع «أبو مصعب الزرقاوي». وأشار البيان إلى انه في بداية الثورة السورية غادر هذا القيادي وابنه «أبو تراب» مع «أبو محمد الجولاني» إلى سورية لقتال قوات النظام. في جنوب البلاد، شنت القوات النظامية أكثر من 37 غارة على مدينة نوى في ريف درعا، بعدما سيطر عليها مقاتلو المعارضة. وكانت المعارضة السورية سيطرت على نوى بعد أشهر من المعارك مع قوات النظام الذي أعلن «إعادة انتشارها» في هذه المنطقة.