أعلنت طهران أمس، أنها اختبرت بنجاح أول نموذج إيراني لطائرة الاستطلاع الأميركية بلا طيار من طراز «آر كيو 170»، معتبرة أنها باتت «أضخم قوة صاروخية» في المنطقة. وكان «الحرس الثوري» الإيراني أعلن في كانون الأول (ديسمبر) 2011 أنه أسقط طائرة من هذا الطراز إثر اختراقها الأجواء الإيرانية من أفغانستان، مشيراً إلى أنه «فك شيفراتها» ونجح في صنع نسخة منها. لكن واشنطن شككت في الأمر. وقال قائد القوة الفضائية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زاده: «كنا وعدنا باختبار النموذج النهائي لطائرة آر كيو 170 في النصف الثاني من السنة الإيرانية (التي بدأت في 21 آذار – مارس الماضي) وحدث ذلك وحلّقت بنجاح تام، وسيُبَث قريباً فيلم عن التحليق». ونشرت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية فيديو أظهر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي يعرب عن ارتياحه بعد رؤيته نموذجاً عن الطائرة بلا طيار، متحدثاً عن «يوم جميل جداً لا يُنسى بالنسبة إليّ». وتطرّق حاجي زاده إلى قائد البرنامج الصاروخي الإيراني الجنرال حسن طهراني مقدّم الذي قُتل قبل 3 سنوات بتفجير غامض في قاعدة ل «الحرس»، قائلاً: «لولا جهود الشهيد طهراني مقدّم ونهوضه بمسؤولياته، ما كنا نشهد هذا الاقتدار والأمن الذي يتمتع به النظام». وأضاف: «كانت للشهيد طهراني مقدّم أفكار كثيرة، وباشر بتنفيذ عشرات المشاريع أُنجِز بعضها، مثل صواريخ «الخليج الفارسي» و «هرمز 1» و «هرمز 2» ومشاريع أخرى». وأشار إلى أن «نشاط طهراني مقدّم لم يقتصر على بحوث القوة الصاروخية، بل شمل طائرات بلا طيار ومروحيات وصواريخ أرض - جو وأرض – أرض». وأكد حاجي زادة أن طهران «لن تتفاوض على قدراتها الصاروخية»، وزاد: «في وقت تشهد منطقة غرب آسيا اضطرابات وذروة انعدام الأمن، ننعم بالأمن والاستقرار». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني على لاريجاني فاعتبر أن بلاده «باتت أضخم قوة صاروخية في المنطقة»، مستدركاً أن «هذه القوة ليست للمغامرة، بل من أجل ضمان أمن المنطقة». وتساءل: «لماذا لا يجرؤ العدو على التطاول على إيران؟» وبرّر الأمر ب «قوتها في الردع الصاروخي»، مضيفاً: «يدرك الجميع في المنطقة أن إيران لم تتعدَّ إطلاقاً على أحد. بعض الدول كانت تستفز إيران كثيراً، لكنها صرفت النظر، إذ إن نظرتها البعيدة الأمد تتّجه إلى التلاحم الإقليمي». على صعيد آخر، أقرّ البرلمان مشروع قانون يدعو إلى «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، يتيح لميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) تحذير السكان شفهياً في الأماكن العامة، «في إطار القانون»، في ما يتعلّق بالتزامهم الزيّ الإسلامي. وصوّت 160 نائباً لمصلحة مشروعه القانون، فيما عارضه 12 وامتنع 18 عن التصويت، علماً أن 47 نائباً لم يحضروا الجلسة. ويحتاج مشروع القانون للعمل به، لمصادقة مجلس صيانة الدستور، علماً أن حكومة الرئيس حسن روحاني كانت حاولت تقييد دور «الباسيج» في فرض اللباس الإسلامي في الشوارع.