قُتل مهربان فلسطينيان وأصيب ثلاثة آخرون أمس بسبب انهيار نفقين للتهريب أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في القطاع الدكتور معاوية حسنين إن النفق الأول انهار في حي البرازيل جنوب شرقي مدينة رفح صباح أمس، ما أدى الى مقتل الشاب محمد جمال الزريعي (18 سنة)، فيما أصيب ثلاثة آخرون. أما النفق الثاني، فانهار ظهراً في حي البرازيل أيضاً، ما أدى إلى مقتل الشاب محمد زعرب (20 سنة). وعزا حسنين زيادة حوادث انهيار الأنفاق إلى تسارع عمليات تهريب المواد الغذائية وألعاب الأطفال استعداداً لعيد الفطر، فضلاً عن البضائع والسلع والأجهزة الكهربائية والوقود وزيوت السيارات والأخشاب والزجاج وغيرها. يُشار إلى أن نحو 110 فلسطينيين لقوا حتفهم جراء حوادث انهيار أنفاق التهريب على الحدود بين غزة ومصر منذ مطلع عام 2008. وزادت حوادث الانهيار في شكل لافت خلال الشهور الماضي. إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إن السلطات المصرية اعتقلت معتمراً فلسطينيياً قبل ثلاثة أيام لدى عودته إلى غزة بعدما أدى مناسك العمرة وهو يحمل جواز سفر مزوراً يعود إلى شقيقه، بعدما لاحظ أحد الضباط اختلافاً بين شكل الرجل والصورة في جواز السفر. وتبين أن المعتقل مطلوب لأجهزة الأمن المصرية على خلفية عمليات تهريب عبر الأنفاق، وأنه مدرج على قوائم الممنوعين من السفر من غزة إلى مصر. وبحسب المصادر الأمنية المصرية، فإن المعتقل من كبار مهربي الأنفاق على الجانب الفلسطيني، وانه كان على علم بأنه مطلوب لدى الأمن المصري، لذلك تحايل على منعه بجواز سفر شقيقه، نظراً إلى قرب الشبه بينهما. وسيفتح معبر رفح أبوابه في الاتجاهين أمام حركة المسافرين اعتباراً من الثلثاء المقبل لثلاثة أيام. وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني مصري أن الشرطة أوقفت 16 مطلوباً في قضايا مخدرات وقتل وتهريب عبر الأنفاق في شمال سيناء خلال حملة موسعة استمرت يومين لتوقيف محكومين في مدينتي رفح والشيخ زويد. وبين الموقوفين مطلوبان لتنفيذ أحكام بالسجن في قضايا تهريب بضائع إلى غزة عبر أنفاق حدودية. وأشار المصدر إلى «إغلاق نفقين يستخدمان في تهريب البضائع بين مصر وغزة في منطقتي بوابة صلاح الدين والقشطة في رفح من دون توقيف مهربين أو مصادرة بضائع خلال ضبط النفقين مساء الخميس»، لافتاً إلى أن عدد الأنفاق التي أغلقت هذا العام لضمان عدم استخدامها في التهريب مرة أخرى بلغ نحو 400 نفق. من جهة أخرى، أعادت إسرائيل إلى مصر جثتي شخصين يعتقد أنهما مهربان قتلا قبل ثلاثة أيام أثناء تسللهما إلى إسرائيل. وأشار المصدر إلى أن القتيلين، وهما محمد سليمان عويمر (31 سنة) ودهيمش سلامة (18 سنة)، تعرف اليهما شيخ قبيلة العزازمة أثناء عرض جثتيهما على مشايخ وسط سيناء. ويقطن نصف أبناء قبيلة العزازمة قرية الجايفة الحدودية في سيناء فيما يعيش النصف الآخر في صحراء النقب على الجانب الإسرائيلي. وهم لا يحملون الجنسية المصرية، لكنهم يحملون بطاقة تعريف تحدد هويتهم. إلى ذلك، أحبطت أجهزة الأمن محاولة تهريب مخدرات إلى إسرائيل عبر سيناء. وأفاد مصدر أمني بأن الشرطة تبادلت إطلاق النار مع المهربين في منطقة وادي الأزارق في وسط سيناء، قبل أن يفر المهربون مخلفين وراءهم 150 كلغ من حشيشة الكيف. وأكد عدم وقوع خسائر بشرية خلال المواجهات مع المهربين الذين تتعقبهم الشرطة. على صعيد آخر، اجتازت معبر رفح البري مساء أول من أمس دفعة تاسعة من المعتمرين الفلسطينيين الذين عادوا من السعودية عبر مطار القاهرة. وسمحت سلطات المعبر بعودة 16 مريضاً فلسطينياً ومرافقيهم بعد إنهاء علاجهم في مستشفيات مصرية وعربية وأجنبية.