في عيد الأضحى وبعيداً من أعين الرقيب، ينشط جزارو المواشي غير النظاميين، ويساعدهم في ذلك زحام المسالخ نتيجة الأعداد الكبيرة من المضحّين، إذ يصل سعر ذبح الأضحية من الجزارين غير النظاميين إلى 150 ريالاً، تشمل سلخ الجلد وتنظيفه وتقطيعه، وأحياناً لا يلتزم الجزار بالطريقة المثلى في السلخ، كما أنه لا يعلم هل الذبيحة تصلح أضحية، وهل موافقة لشروط الدين الإسلامي أو مريضة لتنبيه صاحبها إلى عدم جواز ذبحها. يقول المواطن عمر العوبثاني إنه يعاني من قلة الجزارين، فالمسلخ النظامي القريب من منزله مزدحم، ما يضطره إلى الاستعانة بالجزارين غير النظاميين وبكلفة أعلى باعتباره البديل الأسرع، كما أنه يذبح الأضحية أمام الجميع ذاكراً اسم الله عليها بوضوح الصوت الذي يبعث الاطمئنان عند رب العائلة. ويرى العوبثاني أن العائلة يجب أن تختار مكان ذبح الأضحية وتوزيعها على المستحقين الذين يستدلون على مدى حاجتهم من الأقارب أو الجيران في الحي، مشيراً إلى أن الجزارين يوجدون داخل الأحياء القديمة وقرب أسواق الغنم، ويصطادون زبائنهم وقت الذروة بعد صلاة العيد، حاملين «السواطير والسكاكين الحادة»، وغير مبالين بقرارات منع الذبح خارج المسالخ. وفي سابقة من إدارة سوق الأغنام جنوبالرياض، تم تغطية أجزاء من السوق بمظلات لبيع الأغنام من بعد صلاة الفجر وحتى الغروب من دون فرض رسوم على البائعين في مقابل الخدمات، ويقاس رضا البائع والزبون في الشكل الجديد للسوق بالخدمات المقدمة، ومنها توزيع المياه بالمجان، وتوفير الأمن داخلها وعلى بواباتها التي خصصت اثنتان منها لدخول الزبائن، وواحدة لتنظيم دخول أصحاب الأغنام، وإذا نجحت التجربة فستعمم على الأسواق كافة. وانتقد عبدالعزيز بن محمد أحد بائعي الأغنام بُعد مواقف الزبائن عن أماكن البائعين ما يسهم في قلة البيع، إضافة إلى أن ذوي الحاجات الخاصة لا يمكنهم السير، لأن طريقة التنظيم الجديد تفقدهم متعة التسوق وشراء الأضحية باختيارهم، وتغريهم بالشراء من البائعين خارج أسوار السوق.