لا تكاد أكلة المحشوش الشعبية تغيب عن الأطباق الرئيسة يوم العيد لأهالي جازان، إذ توارثتها الأجيال منذ عهود سابقة وارتبطت بفترة عيد الأضحى، وتتكون أكلة المحشوش من قطع صغيرة من «اللحم والشحم»، يتم وضعها على نار هادئة مع وضع البهارات وقليها حتى الاستواء، ومن ثم وضعها في إناء خاص لأجل إمكان استخدامها لفترات طويلة من دون أن تنتهي صلاحيتها. ويوضح المواطن محمد علي أنه لا يفضل طعام الإفطار صباح العيد «إلا بتذوق المحشوش، فبعد أن أقوم بذبح ذبيحتي نقوم بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة لطهيها وتقديمها وجبة أساسية، وندعو الأهالي والجيران إلى تناول طعام الإفطار معاً في أجواء مرحة»، مشيراً إلى أنه قبل 30 عاماً يتذكر أن والدته «تصحو مع فجر العيد لتجهيز الحطب وقدر الحجر، وتنتظر والدي لحين عودته من الصلاة ليقوم بذبح الذبيحة بنفسه». ويضيف علي أن والده «يعمل على تقطيع اللحم ومن ثمّ يوزعه إلى أجزاء صغيرة، يهدي الثلث ويتصدق بالثلث الآخر، وما يتبقى تقطعه والدته وتضعه في قدر الحجر حتى ينضج لتقديمه وجبه رئيسة مع (المغش والمرسة والهريس)»، لافتاً إلى أن صلاحية المحشوش تدوم لفترة طويلة، وإذا أراد الشخص استخدامه فما عليه إلا وضعه على النار حتى يستوي، ليتم تقديمه مع خبز التنور. ويقول أحد سكان القرية ياسر الكليبي: «إن الناس يعودوا من مصلى العيد لذبح الأضحية والإسهام في تجهيز موقع للإفطار الجماعي في الحارة بحجز موقع مساحته 50 متراً، إذ يجلب كل صاحب منزل صنف من الطعام لتكتمل سفرة العيد بالأصناف كافة التي تتصدرها أكلة (المحشوش) إضافة إلى (المغاش والمفتوت والحواسي)، وبعد تناول الإفطار يتبادل الأهالي التهاني والتبريكات».