قالت وكالة تابعة للامم المتحدة اليوم الاثنين ان للصراع السوري اثاراً «مدمرة» على حياة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، بعد تعرض مخيم فلسطيني في جنوب سورية الى القصف خلال اليومين الماضيين. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ان «تقارير اولية تشير الى ان مخيم فلسطين للاجئين في درعا (جنوب سورية) تأثر في شكل مباشر من الصراع المسلح المكثف الذي جرى في 12 تشرين الاول (اكتوبر) 2013 ما اسفر عن مقتل سبعة لاجئين فلسطينيين وإصابة 15 آخرين». وأشارت الوكالة في بيان الى ان «النزاع المسلح يدمر حياة الفلسطينيين ومنازلهم» مضيفة ان اعمال العنف التي جرت يوم السبت في درعا أدت الى تضرر مركز صحي ومركز البرامج النسائية. ودعا مدير شؤون «اونروا» في سورية مايكل كينغزلي نييناه «الى وقف الاقتتال في المخيم». وقال: «الأونروا تكرر دعواتها إلى جميع الأطراف بالكف عن اللجوء الى النزاع المسلح في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وغيرها من المناطق المدنية، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني». ويأتي بيان الوكالة بعد يومين من قيام طائرات حربية ودبابات حكومية بقصف أجزاء من مخيم درعا وسط اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتعاني مخيمات فلسطينية أخرى في سورية من اضرار على نطاق واسع جراء النزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011، الا انه ليس بمقدور الوكالة تقييم الاضرار بسبب اعمال العنف الجارية. ومن ابرز المخيمات المتضررة من النزاع مخيم اليرموك في جنوبدمشق الذي كان يقطنه نحو 150 الف شخص قبل ان ينزح عنه عشرات الآلاف اثر اندلاع اعمال العنف فيه العام الماضي. ولا يزال نحو 30 الف شخص في هذا المخيم الذي تقوم القوات النظامية بإطباق حصار محكم عليه، بحسب ناشطين. ويشهد المخيم قصفاً واعمال عنف متكررة حيث يحاول كل من طرفي النزاع بسط سيطرته عليه. وأكد الناشط الفلسطيني السوري علي ابو خالد لوكالة «فرانس برس» عبر الانترنت ان السلطات «لم تسمح بدخول شيء حتى الخبز او الدقيق لمدة 96 يوماً». وأشار الناشط المقيم في المخيم الى ان «الوضع الانساني ماسوي للغاية»، مشيراً الى انه «يعد نفسه محظوظاً عندما يحصل على وجبة صغيرة في اليوم». وبقي نحو 500 الف فلسطيني في سورية في منأى عن النزاع مدة طويلة، قبل ان يشارك البعض منهم منذ كانون الاول (ديسمبر) 2012 في المعارك، على رغم مناشدة النظام والمنظمات الدولية لهم عدم الانخراط في المواجهات. وقام عشرات آلاف الفلسطينين المقيمين في سورية بالنزوح عن البلدة واللجوء الى بلدان مجاورة كلبنان. ويواجه الفلسطينيون الذين يحاولون الفرار من سورية قيوداً اشد صرامة من تلك التي يواجهها السوريون الهاربون من النزاع الذي أودى بأكثر من 115 الف شخص.