أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الثاني لزيارته كابول «تحقيق تقدم» في المفاوضات المستمرة منذ أكثر من سنة مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، في شأن الاتفاق الأمني المزمع توقيعه بين البلدين لتحديد تفاصيل بقاء عدد من القوات الأميركية في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد بحلول نهاية 2014. وقال مسؤولون أميركيون إن «كيري نجح في تقليص الخلافات مع الأفغان حول غالبية المسائل العالقة»، ما يشير إلى إمكان تحقيق واشنطن هدفها في توقيع الاتفاق قبل نهاية الشهر الجاري. وكان كارزاي استبق زيارة كيري بتأكيد أنه لن يستعجل توقيع اتفاق أمني قبل ضمان مراعاته المصالح العليا للشعب الأفغاني، ما دفع مصادر أميركية إلى التلويح بإمكان اعتماد «الخيار صفر» المتمثل في سحب كل القوات الأميركية والغربية نهاية 2014، وعدم توقيع أي اتفاق أمني مع كابول، وعدم التعهد بمواصلة دعم حكومتها مادياً، والذي يغطي نحو 80 في المئة من حجم إنفاقها. وكشف المسؤولون أن كيري توجه إلى كابول في ختام جولته الآسيوية، بعدما أبلغه الرئيس كارزاي بإمكان إبرام اتفاق حول إبقاء 4 أو 5 قواعد عسكرية أميركية ضخمة في أفغانستان بعد 2014، علماً أن واشنطن تحاول إقناع كابول بأن انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بالكامل من أفغانستان سيضع القوات الحكومية في مواجهة مباشرة غير متكافئة مع متمردي حركة «طالبان». وأشاروا إلى أن وعود المساعدات الأميركية والأوروبية لحكومة كارزاي قد تشكل عاملاً مهماً في حسم المفاوضات الجارية منذ أكثر من سنة لإبرام اتفاق أمني. وبعدما انتقد كارزاي الإثنين الماضي سقوط قتلى كثيرين وتزايد معاناة مواطنيه بسبب تركيز قوات «الناتو» عملياتها في القرى الأفغانية بدلاً من معاقل المتمردين في مناطق القبائل الباكستانية، أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن كيري اعترف بهذا الواقع، مشدداً على أن واشنطن ترفض إسناد دور لقواتها أو قوات «الناتو» في ملاحقة مقاتلي «طالبان» في ممرات جبلية بين باكستانوأفغانستان، ولا تريد تنفيذ أي عمل عسكري ضد «طالبان» أو جماعات مسلحة أخرى داخل أفغانستان. لكن البنتاغون أعلن أول من أمس تنفيذ قوات أميركية عملية في أفغانستان أدت إلى اعتقال لطيف محسود، نائب زعيم حركة «طالبان باكستان» حكيم الله محسود. وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» أن «لطيف خطِف خلال لقائه قبل أسابيع في ولاية لوغار (شرق) مسؤولين أفغاناً حاولوا تجنيده لبدء محادثات سلام، ما أغضب كارزاي».