سقط قتلى وجرحى بسقوط قذيفتي هاون قرب مقر اقامة خبراء منظمة حظر السلاح الكيماوي والامم المتحدة في دمشق امس، في وقت استمرت المواجهات بين قوات نظام الرئيس بشار الاسد مدعّمة بعناصر «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في جنوبدمشق. وقصف الطيران الحربي مناطق في حلب شمال البلاد. وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) امس: «قُتلت طفلة فى الثامنة من العمر وأصيب 11 مواطناً بجروح بينهم نساء إثر سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون قرب مدرسة دار السلام في دمشق». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان القذيفة «ادت ايضاً الى أضرار مادية في المحال التجارية وعدد من السيارات». كما لفت المصدر الى «سقوط قذيفة اخرى على سطح بناء في ساحة النجمة»، مشيراً الى ان «الأضرار اقتصرت على الماديات». وأشارت الوكالة الى ان وزير الصحة سعد النايف تفقد الجرحى الذين تم نقلهم الى عدد من مستشفيات المنطقة. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «سقوط عدد من الجرحى جراء سقوط قذيفة هاون»، فيما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» انه «سقطت قذائف هاون قرب وزارة الصناعة وفي ساحة النجمة وقرب مدرسة دار السلام في منطقة الشعلان»، مشيراً الى سقوط جرحى. ويتكرر سقوط قذائف الهاون على أحياء من دمشق في شكل شبه يومي كان آخرها الاربعاء حين سقطت قذيفتا هاون على المصرف المركزي السوري وسط العاصمة دمشق. كما قتل ثمانية اشخاص وأُصيب 27 آخرون بجروح الاحد الماضي جراء سقوط قذائف هاون اطلقت على حي مسيحي وسط دمشق، ما ادى كذلك الى إلحاق أضرار بكنيسة. وشهدت العاصمة سقوط عدد من القذائف في عدد من البعثات الديبلوماسية ابرزها السفارتان الروسية والصينية والقنصلية العراقية. ويتهم نظام الأسد مقاتلين معارضين بإطلاق هذه القذائف من معاقل لهم في محيط العاصمة. الى ذلك، قال «المرصد» انه «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات النظامية مدعّمة بعناصر قوات جيش الدفاع الوطني وقوات «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جهة ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة اخرى عند اطراف بلدات الذيابية والحسينية والسبينة وحجيرة وفي بلدة البويضة وغربة في منطقة السيدة زينب في ريف دمشقالجنوبي»، مشيراً الى ان قوات النظام قصفت مناطق في بلدات عقربا وحجيرة والبويضة وغربة في منطقة السيدة زينب وسط «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وكانت قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» تقدمت بمناطق جنوبدمشق. وقالت «المرصد» وناشطون ان عشرات الاشخاص قتلوا خلال اقتحام هذه المناطق. وأفاد «المرصد» بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا في الغوطة الشرقيةلدمشق و «أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على مبانٍ عدة على طريق المتحلق الجنوبي كانت تتمركز فيها القوات النظامية وخسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأشار «المرصد» الى ان قوات النظام قصفت مناطق في مدينتي حرستا قرب دمشق ويبرود وبلدة مديرا وقرية راس العين في الدائرة الأوسع من ريف العاصمة، «ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص في بلدة مديرا وسقوط جرحى». وتجدد القصف من قبل القوات النظامية على مناطق في مدينة معضمية الشام وداريا في جنوب غربي دمشق. وفي شمال البلاد، قال «المرصد» ان مقاتلي الكتائب المقاتلة قصفوا بقذائف الهاون مطار النيرب العسكري و «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية»، في حين جدد الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قصفه مناطق في مدينة السفيرة وسط قصف من جانب القوات النظامية على المدينة». وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل بالقصف. وفي شمال غربي البلاد، تعرضت مناطق في قرية الدبشية قرب مطار ابو الضهور العسكري لقصف من جانب القوات النظامية ادى الى مقتل سبعة اشخاص. كما قصف الطيران المروحي مناطق في قرية وريدة في ريف بلدة ابو الضهور الشرقي ادى الى مقتل شخصين، وفق «المرصد». وأعلن «لواء أحرار سورية» سحب عناصره من معبر بستان القصر في حلب بسبب شكاوى الأهالي من سوء معاملة بعض المقاتلين لهم. وقال في بيان ان المقاتلين الذين يرفضون ذلك سيعتبرون «غير تابعة لنا ولا تمثلنا». «الائتلاف» يدين «كل الخروقات» تعليقاً على تقرير «هيومن رايتس ووتش» دمشق - أ ف ب - أكد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «إدانته الكاملة لأي خرق يطاول قواعد القانون الدولي الإنساني». وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أصدرت أول من أمس تقريراً اتهمت فيه مقاتلين إسلاميين متطرفين بإعدام 67 شخصاً ميدانياً وخطف 200 آخرين في قرى علوية في سوريا في مطلع آب (أغسطس) الماضي. وقال «الائتلاف» في بيان إنه «يؤكد إدانته الكاملة لأي خرق يطاول قواعد القانون الدولي الإنساني، أياً تكن الجهة التي ترتكب تلك الخروقات، ويشدد على تعامله بكامل الجدية مع كافة التقارير المقدمة بهذا الشأن، وخاصة التقرير الأخير الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش». وقُتل ما لا يقل عن 190 مدنياً بينهم 67 مدنياً تم إعدامهم ميدانياً، وخطف 200 آخرون في قرى علوية غرب سورية، على أيدي مجموعات إسلامية متطرفة ومقاتلي المعارضة المسلحة في الرابع من آب الماضي، وفق ما ذكرت المنظمة الحقوقية، التي أكدت ل «فرانس برس» أنها الجرائم الأكبر التي اقترفها جهاديون مقاتلون معارضون في سورية منذ بدء النزاع قبل أكثر من سنتين. وأضاف «الائتلاف» في بيانه، أنه «لن يتهاون مع مرتكبي الخروقات، وستتم محاسبة كل من شارك وتورط فيها أو دعمها أو غطى عليها، من خلال محاكمات عادلة تتم أمام قضاء نزيه، ولن تطاول المحاسبة العناصر التابعين للنظام فقط، بل وكل من يدّعون العمل تحت راية الثورة». لكن «الائتلاف» أخذ على «هيومن رايتس ووتش» إغفالها في التقرير الإشارة إلى «الجهود الحثيثة والمستمرة التي تبذلها المكاتب والهيئات التابعة (للائتلاف) بالتعاون مع قيادة أركان الجيش السوري الحر من أجل فرض الأمن وسيادة القانون» في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مؤكداً أن هذه «الجهود نجحت في غالبية» هذه المناطق. ويستند تقرير المنظمة غير الحكومية الواقع في 105 صفحات، إلى تحقيقات ميدانية ومقابلات أجراها عاملون في «هيومن رايتس ووتش» مع 35 شخصاً بينهم ناجون من الهجوم الذي شنه المقاتلون في الرابع من آب على عشر قرى علوية. وبين القتلى الذي سقطوا في الهجوم أو أعدموا 57 امرأة و18 طفلاً، وفق المنظمة التي نشرت لائحة بأسماء هؤلاء الضحايا. وتم قتل 67 شخصاً أعزل من السلاح كانوا يحاولون الهرب، وفق المنظمة التي جمعت عناصر تظهر أن الأمر يتعلق بمدنيين غير مقاتلين. وأوضحت «هيومان رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقراً، أن ما لا يقل عن 20 مجموعة شاركت في العملية التي أدت إلى احتلال هذه القرى العشر، ثم ما لبثت أن استعادتها القوات النظامية في 18 آب. وأبرز هذه المجموعات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» المرتبطتين بتنظيم «القاعدة». وذكرت أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جيش المهاجرين والأنصار» لا يزالون يحتجزون أكثر من 200 مدني كرهائن معظمهم من النساء والأطفال.