أوقف، أمس، نشطاء بيئيون إحدى شاحنات رمي النفايات، كانت تهم برمي ما لديها في غابة المنغروف في شمال تاروت، وذلك بالتزامن مع يوم خصصته مجموعة من الجمعيات التطوعية لتنظيف الغابة. واعتبر النشطاء ما تقوم به الشاحنة «استفزازاً متعمداً»، مشيرين إلى أن يوم الحملة «معلن ومعلوم لكل الجهات والأشخاص المعنيين بهذا الموضوع، لذا كان من الأولى تفادي الاستهانة بالأهالي، وتدمير البيئة، ودون أن يتم تعكيره بهذه الطريقة». فيما أكد أشخاص مراقبون للمنطقة بشكل دائم، أن ما جرى «هو أمر اعتيادي، وتقوم به جهات مجهولة بشكل يومي، دون حسيب أو رقيب»، مؤكدين وجود «سيارات حرس الحدود بالقرب من الغابة بشكل دائم، ومع ذلك لا تحرك شيئاً ولا توقف أحداً من المعتدين». ولاحظت «الحياة» وجود كمية كبيرة من الأوساخ والقاذورات المنتشرة في الغابة، رغم حملة تنظيف أخرى، جرت قبل أسبوعين. وأكد الناطق باسم حرس الحدود العقيد خالد العرقوبي «أن المنطقة التي تحتضن غابة أشجار المنغروف تلقى عمراناً كثيفاً، ويلقي البعض مخلفاتهم في غير المكان المخصص لذلك»، مؤكداً أن حرس الحدود «سيقبض على أي شخص يرمي الأنقاض، وسيتم تسليمه للبلدية لفرض غرامات مالية عليه». واعتبر رئيس جمعية «الخليج الأخضر» علي شعبان ل «الحياة» أنه «رغم كل هذه الاستفزازات التي تطال الغابة، في تجاهل كبير لحضور المهتمين، إلا أن الكل ماض في القيام بحملات تنظيف، وتصعيد لوقف هذه التعديات»، مشيراً إلى أن محافظ القطيف خالد الصفيان «كان متجاوباً معنا، وأكد دعمه لحماية البيئة»، مؤكداً تفاؤله «بأن تثمر هذه الجهود، والتي قدمت من أجل حماية هذه الثروة الوطنية، في كف يد العابثين، والحيلولة دون زيادة التعديات». وشهدت الحملة تواجد مجموعة كبيرة من الرجال والسيدات، إضافة لوجود مجاميع من الأطفال، لتنظيف الغابة، بجوار جمعيات فاعلة في هذا الشأن، كجمعية الصيادين. كما تواجد في الحملة مجموعة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، الذين أكدوا أن دافعهم للحضور «حماية البيئة، ووقف التعديات»، مناشدين في الوقت ذاته، «كافة المسؤولين الملقى على كاهلهم وقف هذا العبث المدمر». وقام المشرفون على الحملة بتوزيع «قمصان» تحمل شعار الحملة وتطالب بضرورة الحفاظ على البيئة، مؤكدين أن الحملة قامت بإزالة الكثير من النفايات في الغابة، إلا أنها بحاجة إلى العشرات من حملات التنظيف حتى يتم إزالة آلاف من أطنان النفايات تم تلويث غابة المنغروف بها. يذكر أن أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، ذكر ل «الحياة» أن إزالة الغابة «أمر وارد، ولكن في أحلك الظروف، وبعد استنفاد السبل والوسائل المتاحة كافة، للتوصل إلى حل مرضٍ للجميع»، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً يتم العمل عليه منذ سنوات، «يهدف إلى استزراع أشجار المنغروف في جزيرة تاروت، إضافة إلى البحث عن مناطق أخرى، يمكن زرع تلك الأشجار فيها؛ نظراً لما تمثله من أهمية بيئية وثروة وطنية»، موضحاً أن هذا المشروع «قائم قبل إثارة موضوع إزالة أشجار المنغروف في جزيرة تاروت». وتبلغ مساحة المخطط نحو مليون متر مربع، وهو محل نزاع منذ 37 سنة، بين مجموعة من الجهات.