لم يستبعد أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، اللجوء إلى خيار «إزالة غابة المنغروف» في جزيرة تاروت، لكنه وضعه ضمن «آخر الدواء الكي»، لافتاً إلى توجه نحو «استزراع المنغروف في مناطق أخرى، من جزيرة تاروت». إلا أن أكاديمياً سعودياً، شكك في جدوى هذه الخطوة، لأن فوائدها تحتاج إلى «عشرات السنين». وتفجرت قضية «غابة المنغروف» الواقعة شمال جزيرة تاروت، الأسبوع الماضي، بعد اعتراض نشطاء بيئيين على قرار لجنة حكومية، تضم 5 جهات، بردم البحر وإزالة الغابة، لإقامة مخطط الجامعيين، الذي يضم منح أراضٍ، صدرت قبل نحو 37 سنة، وتبلغ مساحة المخطط نحو مليون متر مربع، إلا أن عملية البناء فيه أُوقفت لكون المخطط يقع على أراضٍ ساحلية. وقال الجبير، في تصريح إلى «الحياة»، أمس: «الإشكال في هذا المخطط مكون من شقين، الأول بيئي، والثاني حقوقي. أما البيئي منه فهو واضح للكل إذ إن تلك الغابة لها أهمية وقيمة كبيرة، لا يمكن تجاهلها من قبل الأمانة، فهي تسعى إلى تنمية هذه الثروة والمحافظة عليها. أما الجانب الحقوقي؛ فهو متعلق بما صدر لمواطنين من أوامر سامية بمنح أراضٍ في ذلك المخطط، وهو أمر لا يمكن أن نتجاهله». ولفت أمين الشرقية، إلى أن اللجنة الخماسية، المكونة من كل من: الأمانة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وحرس الحدود، والثروة السمكية، ووزارة المالية، «انبثقت منها لجنة خاصة بقصد، تقديم دراسة يمكن من خلالها تحقيق توازن بين الحفاظ على حقوق الملاك من جهة، وأيضاً المحافظة على البيئة». وأكد الجبير، أن التوجه سيكون «تنفيذ الأوامر السامية التي صدرت في العام 1403ه، وترمي إلى نقل ما صدر على هذه المنطقة من منح إلى بلديات المنطقة الشرقية الأخرى»، إلا أنه أشار، إلى أن إزالة الغابة «أمر وارد، ولكن في أحلك الظروف، وبعد استنفاد السبل والوسائل المتاحة كافة، للتوصل إلى حل مرضٍ للجميع». وذكر أمين الشرقية، أن هناك مشروعاً يتم العمل عليه منذ سنوات، «يهدف إلى استزراع أشجار المنغروف في جزيرة تاروت، إضافة إلى البحث عن مناطق أخرى، يمكن زرع تلك الأشجار فيها؛ نظراً لما تمثله من أهمية بيئية»، موضحاً أن هذا المشروع «قائم قبل إثارة موضوع إزالة أشجار المنغروف في جزيرة تاروت». بدوره، أوضح عميد كلية البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور أسعد الذكير، أن إمكان استزراع المنغروف «ليس مستحيلاً». إلا أنه أكد في تصريح إلى «الحياة»، أن «الاستزراع لن يعطي نتائج سريعة كما يتصور البعض، إذ إن هذا النوع من الأشجار يحتاج إلى عشرات السنين حتى ينبت، ناهيك عن أن يشتد عوده، ويكون مفيداً للبيئة، وتحديداً للثروة السمكية». وأشار الذكير، إلى أن فكرة إزالة أشجار المنغروف بشكل كامل، واستزراعها في منطقة أخرى، «سيترتب عليها مدة زمنية تخلو فيها المنطقة من هذه الأشجار، ما يعني وقوع آثار بيئية مضرة، نظراً لما توفره أشجار»المنغروف» من سد منيع، لحماية البيئة من أوجه عدة»، مضيفاً أن «ما قامت به وزارة الزراعة والمياه من إيجاد «مشاتل» لتعويض ما يلحق غابة المنغروف في جزيرة تاروت من تلف، أمر جيد، وهذا تصرف سليم في طريقة الاهتمام بالبيئة».