على رغم «التماسك»، الذي تحاول أسرة عبدالمحسن الدوسري، إظهاره للمعزين في طفلي الأسرة، اللذين تفحما في حريق شب في منزلهم، قبل يوم الاثنين الماضي، إلا أن الأسرة تجد «صعوبة بالغة» في تصور أن عيد الأضحى المبارك، سيحل بعد أيام قليلة، من دون محمد وفهيد، اللذين التهمتهما النيران المشتعلة في المنزل، إثر «التماس كهربائي». حال «الحزن» و»الأسى» لم يقتصر على منزل الأسرة، بل طال منازل هجرة الدغيمية (محافظة بقيق)، حيث يسكن الدوسري، وأسرته، التي نجا منها طفلان، كادا أن يلقيا مصير أخويهما، لولا تدخل عمهما عبدالله الدوسري، الذي ما أن شاهد الدخان الكثيف يتصاعد من منزل أخيه، حتى اقتحم المنزل، وسط الدخان المنبعث من غرفة الأولاد، التي انحصر فيها الحريق، وتمكن من إنقاذ اثنين من الأطفال، هما نورة وعبدالله. فيما لم تنجح محاولته في إخراج الطفلين الآخرين، بعد أن اندلعت النيران في أرجاء الغرفة. وسرد والد الأطفال عبدالمحسن الدوسري، إلى «الحياة»، ما جرى على أسرته، محاولاً التغلب على مشاعر الأسى والحزن، التي خيمت على أرجاء المنزل. وقال: «تفاجأنا عصر يوم الاثنين، بتصاعد دخان كثيف ورائحة حريق، وتابعنا مصدر الرائحة والدخان؛ فوجدنا أنها من الغرفة التي ينام فيها أبنائي الأربعة: نورة، وعبدالله، ومحمد، وفهيد». وأكمل الأب، «فتح أخي عبدالله الباب، وانتشر الدخان بكثافة. ولكن ذلك لم يمنع من دخول الغرفة، التي تقدر مساحتها ب20 متراً مربعاً. وتمكن من إخراج نورة (6 سنوات)، وعبدالله (4 سنوات). وبعد لحظات من خروجه انتشرت النيران داخل الغرفة. ولم يتمكن من إخراج الطفلين الآخرين محمد (3 سنوات) وفهيد (سنة ونصف السنة). فيما باءت محاولات إطفاء الحريق إلى الفشل». وبادرت أسرة الدوسري، إلى إبلاغ عمليات الدفاع المدني في محافظة بقيق. وهرعت فرق الإطفاء إلى الموقع، الذي يبعد عنها نحو 10 كيلومترات. ووصلوا بعد نحو ربع ساعة. وأضاف الدوسري، «سيطر رجال الإطفاء على الحريق. ودخلنا إلى الغرفة، لنجد الطفلين محمداً وفهيداً متفحمين». ودخل الأب في «نوبة بكاء»، استعاد بعدها رباطة جأشه، وأكمل حامداً الله على ما كتبه له. ثم رفع سبابته إلى السقف، «انظر إلى المروحة الحديد، وإلى برواز الباب، ذابا من حرارة الحريق، فكيف سيكون حال طفلي الصغيرين، اللذين تفحما من حرارة النيران المشتعلة. ولكن هذا قضاء الله وقدره. الذي أخذ مني طفلين، وترك لي طفلين». وناشد الدوسري، الجهات المختصة، نيابة عن أهالي هجرة الدغيمية، مؤكداً حاجتهم إلى مركز دفاع مدني، «يخدم الهجرة والهجر المجاورة لها، وطريق بقيق – الأحساء، وبقيق – الدمام، وأيضاً طريق عين دار»، مضيفاً «ربما؛ لو كان مركز الدفاع المدني قريباً، لتم إنقاذ طفليَّ، وإخراجهما من داخل الغرفة. ولكن بعد المسافة أدى إلى تفحمهما. وهذا الحدث انتهى أمره. وأنا أتحدث عن المستقبل، فلو وقعت أي كارثة سيكون رجال الدفاع المدني قريبين منا».