دان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إهانة الرموز الدينية واعتبرها «أمر مستنكر جداً»، فيما شهدت المحافظات الغربية والوسطى أمس إضراباً عاماً احتجاجاً على الإساءة إلى الخليفة عمر بن الخطاب وعائشة زوجة الرسول خلال تظاهرة نظمت في الأعظمية. وأصدرت الحكومة امراً بالقبض على ثائر الدراجي لتنظيمه هذه المسيرة. ولاقت الحادثة ردود فعل رافضة من شخصيات سياسية ودينية واجتماعية، إذ استنكر السيستاني بشدة «التطاول على صحابة النبي وزوجاته»، وقال رداً على سؤال إن «هذا التصرف مدان ومستنكر جداً وهو مخالف لما أمر به أهل البيت شيعتهم». إلى ذلك، أكد الناطق باسم المتظاهرين الشيخ محمد طه الحمدون «تنفيذ اعتصام عام في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى فضلاً عن تظاهرات بغداد رداً على ما طاول الرموز الدينية للمكون السني». وأضاف الحمدون في اتصال مع «الحياة» أن «الاعتصام شمل إغلاق المدارس والكليات والدوائر والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى الأسواق والمتاجر وسيستمر يومي الخميس والجمعة». وأشار إلى أن «الاحتجاجات والاعتصامات ستستمر خلال هذا الشهر في تلك المحافظات لإيصال رسالة تؤكد قدرة المكون السني على حماية رموزه الدينية»، لافتاً إلى «إصدار تعميم بإطلاق اسم الخليفة عمر وعائشة زوجة الرسول على بعض الشوارع في محافظة الرمادي ونينوى». ووصف ما حدث بأنه: «اعتداء صارخ وعمل استفزازي تم تحت مرأى القوات الأمنية وهدفه إشعال الحرب الطائفية». ودعا «الحكومة إلى إنزال أقصى العقوبة بمنفذي مثل هذا العمل»، كما طالب «البرلمان بتشريع قانون يجرم الاعتداء على الرموز الدينية لأي مكون». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي ندد بالإساءة إلى الصحابة والرموز الدينية، ووصف بيان صدر عن مكتبه «هذه التصرفات بالعمل المشين لتنفيذ مخططات تدعو إلى الفتنة»، وأكد صدور أوامر بالقبض على ثائر الدراجي لتلفظه بكلمات بذيئة. وقدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الثلثاء، اعتذاره إلى المسلمين عما قام به «السذج أصحاب العقول الناقصة الذين ارتفع عواؤهم في منطقة الأعظمية»، ولفت إلى أنهم «يفعلون ما أمرهم به أسيادهم لتأجيج الكراهية». واعتبر الحمدون أن ما «صدر من بيانات استنكار غير كاف لإنهاء الاحتجاجات على هذا العمل الاستفزازي». وقال إن «اعتصاماتنا هدفها إرسال رسالتين، إحداهما إلى المكون الشيعي والحكومة مفادها أن ما حدث لا يمكن السكوت عليه، والثانية إلى المكون السني أن عليه الانتفاض في شكل جدي وقوي لحماية رموزه الدينية».