استذكر الأردن أمس الذكرى التاسعة للتفجيرات الانتحارية التي استهدفت فنادق في عمان وأسفرت عن سقوط 70 قتيلاً عام 2005، على وقع انخراطه بالحرب الدولية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وكانت عمان تعرضت لهجمات أعلن المسؤولية عنها تنظيم «القاعدة في العراق» الذي كان يقوده في ذلك الوقت أحمد فضيل نزال الخلايلة الشهير ب «أبو مصعب الزرقاوي»، وهو إسلامي أردني متشدد. وقال رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور خلال مؤتمر صحافي أمس: «هذا يوم حزين وأسود نستذكر فيه ذلك الحادث البشع الذي وقع قبل 9 سنوات باسم الإسلام، وهو منه بريء». وأضاف: «بعثة أرسلت من وراء الحدود لتقتل الأردنيين باسم الدين والجهاد ورفع راية التوحيد، لكن الخاسر الوحيد كان إسلامنا الحنيف الذي جعلوا منه وجهاً بشعاً في هذه المعمورة، والله يعلم أن هذا الدين ليس كما أرادوا له أن يكون». وتابع: «ندعو الأردنيين إلى أن يفتحوا أعينهم جيداً... إذا اختلت الصفوف، فسيدخل العدو بيننا ليفتك بنا». في السياق ذاته، شن وزير الداخلية حسين المجالي خلال المؤتمر هجوماً مبطناً على «القوى الإسلامية والسياسية والشعبية الرافضة انخراط الأردن بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة»، وقال: «الذين يعتقدون أن مشاركتنا بالحرب على الإرهاب ستكون لها انعكاسات سلبية على المملكة، نقول لهم في شكل واضح: لم نكن وقت التفجيرات الإرهابية قبل 9 سنوات منخرطين في أي تحالف دولي ضد أحد... الحرب على الجماعات التكفيرية ستبقى حربنا، ولن نتردد في الانخراط بها». وبعد حوالى شهرين على انضمام المملكة إلى الغارات الجوية في سورية، يصور إسلاميون أردنيون الأمر على أنه هجوم على الإسلام، وليس على «داعش». ويقول بعض الأردنيين إنه غير مقتنع بمنطق الانضمام إلى حرب تقودها الولاياتالمتحدة خشية أن يدفع هذا إسلاميين متشددين إلى الانتقام من الأردن. وعززت السلطات الأردنية الرقابة على الحدود مع سورية والعراق، واعتقلت عشرات السلفيين الذين حاولوا عبورها في شكل غير قانوني للانخراط في صفوف التنظيمات المتشددة، وحاكمت عدداً منهم. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد قبل أيام «تعرض المنطقة لخطر تنظيمات تتبنى الفكر الإرهابي المتطرف»، وقال: «الحرب على هذه التنظيمات هي حربنا، ونحن مستهدفون قبل غيرنا، ولا بد لنا من الدفاع عن أنفسنا، وعن الإسلام، وعن قيم التسامح والاعتدال». وذهب إلى حد القول مخاطباً جيشه: «أقول لنشامى الجيش إن الشعار الذي تضعونه فوق جباهكم مكتوب عليه الجيش العربي، وهذا الاسم لم يكن صدفة أو مجرد شعار، وإنما هو التزام بالدفاع عن قضايا الأمة العربية وأمنها وترابها». وأردف: «أمن الأردن جزء من أمن أشقائه العرب، لذلك نؤكد تصدينا لكل من يواجه أمننا الوطني أو أمن أشقائنا». ويرى مراقبون أن الملك عبدالله، ومن خلال حديثه الأخير، منح الجيش تفويضاً مباشراً لتوسيع مشاركته في الحرب على الإرهاب. وثمة من يرى أن الملك فتح الباب موارباً على إمكان المشاركة في أي حرب برية محتملة ضد «داعش» وغيره من التنظيمات المتشددة.