تأكد مقتل أكثر من ألف مقاتل خلال الاشتباكات بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، في وقت قصفت قوات «البيشمركة» مواقع «داعش» غرب المدينة. وأكد قائد «البيشمركة» وجود تنسيق مع قوات «الجيش السوري الحر» في معارك عين العرب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الريف الغربي لعين العرب «شهد قصفاً عنيفاً من جانب قوات البيمشركة الكردية ووحدات حماية الشعب الكردي، حيث استهدف القصف مراكز «الدولة الإسلامية» في منطقتي منازي والإذاعة ومناطق أخرى بالريف الغربي، بينما تشهد محاور مسجد الحاج رشاد وسوق الهال والجبهة الجنوبية لمدينة عين العرب تبادل إطلاق نار منذ ليل أمس، وحتى الآن بين مقاتلي وحدات الحماية وتنظيم «الدولة الإسلامية». وسقطت ليل أمس قذائف عدة على مناطق في المدينة، أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية». ونقل عن «مصادر متقاطعة» في ريف حلب الشمالي الشرقي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قام ب «استدعاء العشرات من عناصره، من مقاره وتمركزاته بالقرب من الحدود السورية - التركية، بريف حلب الشمالي الشرقي، وجمعهم في مقار له بمدينة الباب، أحد معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب، وأرسلهم اليوم في دفعات متتابعة، إلى مدينة منبج التي يسيطر عليها». وكانت وكالة «الأناضول» نقلت عن قائد قوات «البيشمركة» في مدينة عين العرب العقيد أحمد غردي، قوله إن قواته «تعمل بانسجام مع وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الجيش الحر التي دخلت إلى المدينة». وأضاف في مؤتمر صحافي أن «عين العرب ستتحرر قريباً من تنظيم «الدولة»، الذي يسيطر على أحياء عدة داخل المدينة»، مضيفاً: «الدفاع عن إخوتنا في كوباني هو واجبنا جميعاً». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «قتل 1013 شخصاً في معارك مدينة عين العرب بين تاريخ بدء الهجوم في 16 أيلول ومنتصف الليل (الماضي)، غالبيتهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعددهم 609 عناصر». وأردف: «قتل في هذه المعارك أيضا 363 مقاتلاً ينتمون إلى وحدات حماية الشعب الكردية» التي تدافع عن المدينة «إلى جانب 16 مقاتلاً موالياً لها، ومتطوع سوري واحد قاتل معها، و24 مدنياً». وذكر أن الحصيلة هذه لقتلى المعارك في محيط مدينة عين العرب وداخلها لا تشمل أعداد عناصر «داعش» الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم في كوباني وأطرافها. وتتعرض عين العرب، ثالث المدن الكردية في سورية منذ 16 أيلول لهجوم من تنظيم «الدولة الإسلامية» في محاولة للسيطرة عليها، ويقوم المقاتلون الأكراد بمقاومة شرسة. وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي - العربي على المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم الذي يسيطر منذ أسابيع على أكثر من 50 في المئة من مساحة هذه المدينة الواقعة في محافظة حلب، والتي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع. كما تنفذ قوات «البيشمركة» الكردية التي دخلت المدينة الشمالية قبل أكثر من أسبوع آتية من إقليم كردستان العراق، «قصفاً مكثفاً» ضد مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في إطار هذه المعركة التي أصبحت رمزاً للحرب الأشمل ضد «داعش» في سورية والعراق. ووفق «المرصد السوري» شهد الريف الغربي للمدينة اليوم «قصفاً عنيفاً من جانب قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب، حيث استهدف القصف تمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية»، إلى جانب تبادل لإطلاق النار في مناطق عدة. وقتل في اشتباكات السبت «13 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية، وستة مقاتلين من «وحدات حماية الشعب». كما قتل تسعة من «داعش» في غارات التحالف الدولي على هذه المدينة. وسجل صباح أمس، هدوء نسبي في عين العرب، لكن سحب دخان أبيض كانت تتصاعد من بعض المباني. وأصبحت المدينة اختباراً لقدرة تحالف تقوده الولاياتالمتحدة على وقف تقدم المقاتلين الإسلاميين الذين يهاجمون البلدة منذ أكثر من شهر. والبلدة الحدودية واحدة من مناطق قليلة في سورية يمكن التحالف أن ينسق فيها بين غاراته الجوية وعمليات تنفذها قوات برية. وكان وصول قوات «البيشمركة» العراقية الكردية مزودة بالعربات المدرعة والمدفعية مكن المدافعين من قصف مواقع «داعش» حول المدينة واستعادة السيطرة على بعض القرى. لكن الخطوط الأمامية في المدينة نفسها لم تتغير كثيراً، حيث ما زال الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المقاتلين المتشددين بينما لا يزال الغرب إلى حد بعيد تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية ومقاتلين متحالفين معها.