كشف رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية كريم العنزي عن أن وزارة العمل طرحت تأنيث محال بيع الذهب على عدد من التجار لإبداء رأيهم في إمكان تطبيقها، مشيراً إلى أن تجربة عمل العنصر النسائي في المصانع كانت ناجحة، فيما اعتبر أن عمل المرأة في محال بيع الذهب «مجازفة» اقتصادية، فيما شهدت أسواق الذهب المحلية انتعاشاً وحركة نشطة في معدل المبيعات في الفترة الحالية قياساً بالفترة الماضية وزادت المبيعات بنسبة 30 في المئة، وذلك بعد «عزوف كبير» من الناس عن شراء «الذهب» بعد ارتفاعه، وذلك لاجتماع موسم الحج ومناسبة عيد الأضحى المبارك. وقال العنزي في حديثه إلى «الحياة»، إن فكرة تأنيث محال الذهب عُرضت من وزارة العمل قراراً اختيارياً وليس إجبارياً، لافتاً إلى أن وزارة العمل أبدت استعدادها للمساعدة في تهيئة بيئة العمل المناسبة بالاشتراطات المفروضة لعمل المرأة في محال الذهب للتجار المؤيدين. وأفصح عدد من «تجار الذهب» عن دراسة مكاتب العمل لتأنيث محال الذهب ملمحين إلى عدم إمكان تطبيق ذلك، إذ أوضح رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية عبدالغني الرميح في حديثه إلى «الحياة»، أن مكاتب العمل عرضت درس تأنيث المحال على التجار وأكد عدم إمكان التطبيق بالضوابط «المفروضة» على المحال المؤنثة، مثل تأنيث المحل بالكامل أو وضع حواجز، لأن «الذهب» معدن ثمين يحتاج إلى حماية خاصة، مُبدياً موافقته على وجود «المرأة» عنصراً مسانداً ومشاركاً في محال بيع الذهب وليس «عاملاً مستقلاً». وأشار الرميح إلى ارتفاع مبيعات الذهب وبخاصة في مكةالمكرمة بمعدل 30 في المئة مقارنة بالأيام السابقة، و10 المئة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، بسبب موسم الحج وعيد الأضحى المبارك. وحول ارتباط السعر بالمواسم، أفاد رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية، أن المواسم لا تؤثر في سعر الذهب في السوق السعودية، وذلك لأنها تعتمد على الأسعار الدولية، وإنما تزيد أو تنقص في معدل المبيعات. واعتبر أن «موسم الحج» يعد من أقوى المواسم في مبيعات الذهب، خصوصاً مع توافد مئات الآلاف من الحجاج لأداء فريضة الحج، وما تتميز به سوق الذهب السعودية عالمياً من نظافة المعدن والكفاءة المهنية وتصاعد الثقة في عمل المصانع والورش، إضافة إلى تزامن مناسبات العيد والأفراح وتقديم الهدايا الثمينة، لاسيما في ظل تراجع أسعار الذهب وصحوة الناس بقيمة الذهب اقتصادياً وباعتباره فرصة استثمارية وخزينة لوقت الشدة. وذكر الرميح أن سعر الذهب عالمياً انخفض خلال هذه الأيام إلى 1365 دولاراً للأوقية، بمعدل انخفاض نسبته 3 في المئة قياساً بالأيام السابقة، إذ بلغ أقصى ارتفاع له خلال الستة أشهر الماضية مستوى 1900 دولار، وأرجع سبب الانخفاض إلى الاضطرابات السياسية التي تدور حول العالم إضافة إلى الركود الاقتصادي الأميركي، مضيفاً أنه تم إغلاق 90 في المئة من ورش ومحال التجار «الوافدين» بسبب تذبذب أسعار الذهب. من ناحيته، كشف تاجر الذهب عبداللطيف النمر في حديثه إلى «الحياة»، عن عزم مكاتب العمل تأنيث محال الذهب التجارية قائلاً: «لا شيء يمنع المشاركة النسائية في محال الذهب التجارية ولكن لا تُسلم المحل كاملاً، وذلك لأن الذهب يحتاج إلى خبرة واحترافية، كما أنه معدن ثمين يحتاج إلى حماية أكبر». وذكر النمر أن انخفاض سعر الذهب يعد فرصة للشراء وبخاصة مع تزامنه لمناسبة عيد الأضحى المبارك، لافتاً إلى أن عزوف العائلات عن شراء الذهب إلى بدائله يضر بالمجتمع أكثر من ضرره على التُجار، لأن البدائل ليس لها أية قيمة أو أمان اقتصادي.
