عثر الأحد على 16 جثة جديدة عائدة لضحايا سفينة المهاجرين التي غرقت قبل أيام قليلة قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الايطالية واسفرت عن مقتل وفقدان مئات المهاجرين الافارقة، في وقت دعت وزيرة الاندماج الايطالية من اصل كونغولي الى سياسات هجرة اكثر انفتاحا في ايطاليا واوروبا. وقد استؤنفت صباح الاحد عملية البحث عن الاشخاص الغرقى والتي تم تعليقها منذ الجمعة بسبب البحر الهائج. وعثر الغطاسون على جثث 16 شخصا - هم 15 رجلا وامرأة - وفق ما نقلت وسائل الاعلام المحلية. وبذلك ارتفع الى 127 عدد الجثث التي تم سحبها بعد غرق سفينة المهاجرين التي كان على متنها ما بين 480 و520 صوماليا واريتريا انطلقوا من ليبيا قبل ان تغرق سفينتهم اثر اشتعال النيران فيها فجر الخميس قرب هذه الجزيرة الايطالية. وأنقذ الغطاسون 155 راكباً إلاّ انهم يخشون من بلوغ الحصيلة 300 الى 360 قتيلاً. في هذا الوقت، تنوي ايطاليا زيادة أماكن استقبال المهاجرين ثلاثة اضعاف لمواجهة تدفقهم. واعلن رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا انه دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الى القدوم الى الى جزيرة لامبيدوزا "ليلاحظ بنفسه" ما وقع هناك، مؤكداً أنه "سيقوم بزيارة صباح الاربعاء". وأعلنت وزيرة الاندماج الايطالية من اصل كونغولي، سيسيل كينغ في تصريح لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" أن مراكز المهاجرين ستتعزز وسيرتفع عدد الاماكن فيها من "8 الى 27 الف مكان". واتجه الناجون السبت الى مستودع في المطار صففت فيه الجثث قبل وضعها في النعوش لالقاء اخر نظرة على اقاربهم في مشهد حزين جدا. وصرح ليوناردو ريتشي الناطق باسم الشرطة الجمركية ل"فرانس برس" "هناك ثلاث فرق تعمل بالتداول كل ساعتين ونظرا للعمق لا يمكن ان يبقوا تحت سطح البحر إلاّ ما بين ست الى سبع دقائق". وأكدت السلطات ان الناجين طلبوا اعادة الجثث الى اريتريا الخاضعة لنظام ديكتاتوري حاولوا الفرار منه، بينما سيتم استقبال الناجين في روما بناء على اقتراح من رئيس البلدية الاشتراكي انيازيو مارينو. وتواجه جزيرة لامبيدوزا التي فيها مركز استقبال مكتظ بالف شخص بينما لا تتجاوز قدرته على استيعاب 250، وكل ايطاليا تدفقا استثنائيا من المهاجرين اذ ان ثلاثين الفا منهم وصلوا الى شبه الجزيرة منذ مطلع 2013. وتوصلت روما الى ادراج مسالة الهجرة في جدول عمل اجتماع وزاري ينعقد الثلاثاء في لوكسمبورغ. وترى إيطاليا على غرار بلدان اخرى في جنوب اوروبا مثل اليونان واسبانيا، انها تتحمل عبئا ثقيلا جدا وتريد مزيدا من التنسيق لمراقبة السواحل خصوصا في ليبيا وتونس من حيث تبحر الزوارق غير الشرعية. وقالت منظمات غير حكومية ان ما بين 17 الى 20 الف مهاجر لقوا حتفهم في محاولة عبور المتوسط خلال السنوات العشرين الاخيرة. كذلك اعرب رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت عن رغبته في عقد اجتماع حول هذا الملف على اعلى مستوى اوروبي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد ان باريس قد تدرج على جدول اعمال المجلس الاوروبي في 24 و25 تشرين الاول/اكتوبر مسالة الهجرة على اثر ماساة لامبيدوزا. وشددت الوزيرة كينغ على ان "تدفق المهاجرين قد تغير" واصبح خصوصا يتعلق بلاجئين فارين من النزاعات اكثر منهم مهاجرين اقتصاديين وقالت ان "القوانين لا يجب ان تكون عقابية". كذلك دعت كينغ الى تغيير الاجراءات في ايطاليا التي تعتبر، منذ قانون صادقت عليه حكومة برلوسكوني، كل المهاجرين "مشتبه فيهم" من المهاجرين غير الشرعيين وتعاقب الاشخاص الذين يساعدونهم. وقد اعتقل صاحب الزورق الذي كان ينقل مهاجرين غير شرعيين ابحر من مصراتة وهو تونسي (35 سنة). وقام اصحاب اربعة زوارق صيد السبت بتكريم للضحايا القيت خلاله باقات من الزهور في مكان الغرق، لكن جدلا اندلع حول الاشتباه في ان يكون بعضها تجاهل نداءات استغاثة المهاجرين وخفر السواحل الذين بدأوا يصورون المشهد قبل التدخل. وقال سلفاتوري مارتيلو رئيس نقابة صيادي السمك محتجا في حديث مع "فرانس برس" ان "البحار الحقيقي لا يترك ابدا اي شخص في البحر"، مذكرا بان صيادي لامبيدوزا، وهي اقرب الى سواحل افريقيا منها الى بقية مناطق صقلية، "معتادون على انقاذ" المهاجرين. ونشرت اسبوعية ليسبريسو عريضة تطلب منح جائزة نوبل للسلام للجزيرة وجمعت 37 الف توقيع.