نيويورك، لندن، كابول – خدمة «نيويورك تايمز»، «الحياة»، يو بي آي - عارض المبعوث الأميركي الخاص إلى افغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك إعادة اجراء انتخابات الرئاسة في افغانستان، على رغم الأدلة المتزايدة على وقوع عمليات تزوير في فرز الأصوات، واعتبر ان الإعادة خيار غير قابل للتطبيق. ودعا المسؤول الأميركي منتقدي انتخابات الرئاسة الافغانية التي جرت الشهر الماضي إلى التريث وعدم استباق النتائج، والسماح للجنة الانتخابية بإكمال فرز الأصوات. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى هولبروك قوله في حوار مع إحدى قنواتها التلفزيونية امس: «هناك انتخابات غير مثالية في الغرب أيضاً، وعلينا انتظار ما سيحدث بشأن انتخابات الرئاسة الافغانية قبل القفز الى النتائج، لأن إجراءها في ظل ظروف أمنية صعبة عمل شجاع للغاية». واضاف هولبروك أن العدو الذي نقاتله في افغانستان «هم الناس الذين هاجموا الولاياتالمتحدة، والناس الذين هاجموا لندن، والناس الذين يمثلون تهديداً مباشراً ضد التحالف الغربي وباكستانوافغانستان، والذين يبذلون ما في وسعهم لإشعال حرب بين دول المنطقة». وكان عبد الله عبد الله منافس الرئيس حميد كارزاي في انتخابات الرئاسة اتهمه بسرقة الانتخابات والتلاعب باللجنة الانتخابية المسؤولة عن فرز الأصوات. في الوقت ذاته، اعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس، عن قلق من «الاتهامات الخطيرة جداً بالتزوير» في عشرات من مكاتب التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 آب (اغسطس) الماضي. وكانت اللجنة الافغانية المكلفة النظر بالطعون الانتخابية اعلنت الخميس انها امرت بإلغاء اصوات شابها تزوير في الانتخابات. ويشمل قرار اللجنة 83 مكتب اقتراع من اصل اكثر من 25 الفاً. ورداً على سؤال لهيئة الاذاعة البريطانية حول قلق بريطانيا من إلغاء اصوات في الانتخابات الافغانية، قال ميليباند: «بالتأكيد، لن نكون طرفاً في اي عملية تستر في نتائج الانتخابات». واضاف: «لهذا السبب شكلت الاممالمتحدة لجنة الشكاوى الانتخابية». وتابع: «لن يكون توجيه اتهامات دون الاستناد الى وقائع بالأمر الصائب، لكن لجنة الطعون الانتخابية ستكتشف اساس كل القضية». وقال ان «ذلك يكشف بطريقة ما الجدية التي نعتمدها في تصميمنا على كشف اي محاولة فساد وتزوير». واشار الى انه اذا حصل كارزاي على اكثر من 50 في المئة من الاصوات، فسيتم انتخابه، والا، فإن دورة ثانية ستكون ضرورية. وبحسب النتائج الاخيرة التي شملت 91.6 في المئة من مكاتب التصويت، يبدو كارزاي، الأوفر حظاً للفوز، متصدراً بفارق كبير مع 54.1 في المئة من الاصوات مقابل ابرز منافسيه 28.3 في المئة لعبدالله. على صعيد آخر، أعلن السناتور الديموقراطي كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، معارضته إرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان حتى تسرّع الولاياتالمتحدة عملية تدريبها وتسليحها قوات الأمن الأفغانية. وافادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ان تصريحات ليفين هذه تظهر الانتقاد الواسع المتنامي الذي يواجهه الرئيس الأميركي باراك اوباما من قبل أعضاء حزبه، في الوقت الذي يبحث البيت الأبيض إن كان سيتخذ قراراً بالانخراط أكثر في الحرب الأفغانية، التي بدأت تفقد دعمها الشعبي الأميركي، وذلك على رغم معرفة القادة العسكريين الجيّدة بأن الوضع على الأرض بدأ بالتدهور. ورأت الصحيفة أن تصريحات ليفين ذات أهمية كبيرة، نظراً الى موقعه المهم في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وبالتالي قدرته على إحداث هزة بين زملائه المشرّعين ومعالجة القرارات المهمة التي يتخذها أوباما بشأن القوات الأميركية. وقال ليفين: «أعتقد أن علينا تأجيل مسألة إرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان إلى حين تصبح هذه الجيوش جاهزة لتقوية قوات الأمن الأفغانية»، مشيراً إلى انه يجب معرفة أن ثمة اختلافاً بسيطاً، في عمليات مكافحة المسلحين، بين المدرّبين وقوات الدعم وقوات المكافحة. واعتبر أن على الإدارة الأميركية وضع خطة من أجل فصل المسلحين الصغار عن الرؤوس المدبرة والقادة في حركة «طالبان». وقال النائب الديمقراطي آدم سميث، الذي زار باكستانوأفغانستان الأسبوع الماضي، إنه يريد معلومات أوفر قبل اتخاذ القرار، إلا أنه أشار إلى أن موقفه العام هو أن على الإدارة الأميركية تحقيق كل ما يريده الجنرال ستانلي ماكريستال لأجل إتمام مهمته في افغانستان. واعتبرت رئيسة مجلس النواب (الديمقراطية) نانسي بيلوسي أن الرئيس قد يواجه معارضة إذا قرر تحقيق الطلب المرتقب من قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال برفع عديد القوات الأميركية في افغانستان. وقالت بيلوسي: «لا اعتقد أن هناك دعماً قوياً في واشنطن والكونغرس لمسألة إرسال المزيد من الجيوش الأميركية إلى أفغانستان»، مؤكدة أنها كانت تأمل بأن يصدر عن البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين تقرير يظهر مدى النجاح الذي حققته الإدارة الاميركية في استراتيجيتها خلال الستة أشهر الماضية. واوردت «نيويورك تايمز» أن البيت الأبيض بدأ يشير إلى أن أوباما قد يقرّر خلال أسابيع أو ربما أكثر إن كان سيزيد عديد جنوده في افغانستان او يحجم عن ذلك. واعلن حلف شمال الاطلسي امس، ان جندياً اميركياً قتل الخميس في هجوم شنه متمردو «طالبان» في شرق افغانستان ليصل عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ مطلع هذا العام الى 191. ويعتبر عام 2009 الاكثر دموية للقوات الدولية منذ تدخلها في هذا البلد في 2001.