لم يعد من حديث للإسبان هذه الأيام سوى المشاغب دييجو كوستا هداف الأتلتيكو الذي يزاحم ميسي على صدارة التهديف، ويمكنه أن يذهب بعيداً إذا لم يجد البرغوث الأرجنتيني حلاً لمتاعبه مع العضلة الخلفية. هذا البرازيلي المثير الذي لا يريده سكولاري، وينظر إليه على أنه حالة شاذة في منتخب السامبا، إذ استقدمه لمباراتين، ثم أعطاه تذكرة العودة إلى مدريد في إشارة منه إلى أنه لا يصلح للعب المونديال المقبل على رغم ارتفاع أصوات كثيرة في البرازيل تقول «قد يندم سكولاري إذا تخلى عن هداف الليغا..»، وأمام هذا التجاهل البرازيلي لكوستا، يخشى المتتبعون لشأن اللاعبين البرازيليين في العالم أن يفقدوا بفقدانه لاعبًا فاعلاً، مثلما حدث مع ديكو وبيبي وألكانتارا، وقبلهما الأسمر سينا الذي اختطفه أراغوناس في مونديال 2006 وكأس أمم أوروبا 2008. لم ينتظر دي لبوسكي طويلاً ليطلب من إدارة لاروخا الشروع في إجراءات الحصول على ترخيص من «فيفا» لضم كوستا إلى جوقة يقودها تشافي.. وانقسم الناس بين مؤيد ورافض. ويعتقد أنصار ضم دييجو أنه قادر على سد الفراغ في المركز المتقدم، رأس الحربة، فمنذ إصابة فيّا ودخول بقية المهاجمين، توريس ونيغريدو ولورينتي، في حال صيام.. فإن المفتاح يكون مع واحد من طينة كوستا القادر على كسر جمود التهديف بحيويته وقدرته على انتزاع هدف أو رمية جزاء، أو التسبب في طرد لاعب خصم، بينما يرى جناح الرافضين أن لاعباً مثل كوستا لا يمكنه أن ينسجم مع منظومة اللعب الإسباني الجميلة، التي تعتمد على التمريرات السريعة في المساحات الضيقة، وتلك هي هوية لاروخا. بينما لا تتوافر لدى كوستا المهارات التي تجعله قادراً على التعاطي مع كرة لا يحسنها، فقد يكون صوتاً نشازاً في العزف الإسباني.. ثم إنه يتصرف برعونة، ويتسبب في مشكلات قد يكون لها الأثر السلبي على سمعة المنتخب، بخاصة أن سجله من المشاحنات مع أغلب نجوم إسبانيا (برشلونة والريال) كبير جداً، فكيف ينجح في أن يكون سنداً لهم؟ وفي هذا يقول دي لبوسكي «لا.. ليس بهذه الصورة، إنه طيب في أعماقه». ويفهم من هذا أن كبير لاروخا قطع قول كل خطيب كما يقولون، وهو عاقد العزم على أن يضم النجم الجديد للأتليتيكو ويقطع الطريق على السامبا.. فأمام إسبانيا مباراتان فقط لبلوغ نهائيات المونديال، ويمكن لكوستا أن يؤكد فيهما جدارته، ليلعب في الماراكانا ويغيض سكولاري في بيته. وكان كوستا رد على سؤال «أيهما تفضل اللعب له إسبانيا أم البرازيل؟» أجاب بذكاء «أفضل أن ألعب حيث أجد راحتي». في حين يدفع به أبوه نحو إسبانيا بعد أن لاحظ تلاعب سكولاري وعدم جديته يبدو الرهان كبيراً بين أفضل منتخبين في العالم: إسبانيا والبرازيل في ضم أفضل اللاعبين في ملاعب الكرة، ولكن أن يكون الرهان بينهما على لاعب مثير للشغب، ومزعج للحكام ومستفز للجماهير، لكنه هداف من طينة الكبار، فذلك هو السؤال الذي حير خبراء الكرة في العالم.. [email protected]