«أرضٌ محبوبة من بين آلاف الآخرين، أنت البرازيل، أيها الوطن الحبيب»، هكذا هزت الجماهير البرازيلية ونجوم «السامبا» جنبات ملعب «الماراكانا» الشهير، وهي تردد نشيدها الوطني من دون موسيقى التي توقفت فجأة بعد أن اختفى صوت آلاتها بين أصوات البرازيليين الذين بدؤوا نهائي كأس القارات قبل أن يبدأ، ويجهزوا على بطل أوروبا والعالم الذي تجمدت شفاه لاعبيه أثناء النشيد الوطني الإسباني. ثلاثة أهداف كانت قابلة للزيادة، أذل بها راقصوا «السامبا» خصمهم «الماتادور»، في مباراة سطر بها الساحر ولاعب برشلونة المقبل نيمار أروع فنون كرة القدم، وقاد منتخب بلاده للقبها الرابع، والثالث على التوالي بعد أعوام (1997 و2005 و2009). ولم يمهل أبناء المدرب فيليب سكولاري الإسبان طويلاً، وكأن المباراة بدأت قبل أن ينتهي «النشيد الوطني»، إذ لم تمضِ دقيقتان حتى تمكن المهاجم فريد من افتتاح التسجيل، ليواصل بعدها نجوم «السامبا» ضغطهم على المنتخب الإسباني الذي وقف مدربهم الخبير ديلبوسكي حائراً بين توهان نجومه في أرضية الميدان. وكاد أصحاب الضيافة مضاعفة النتيجة لولا بسالة الحارس الإسباني إيكر كاسياس الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة، قبل أن يتفرج على تسديدة البارع نيمار، وهي تعانق شباكه هدفاً ثانياً يؤزم الموقف الإسباني (الدقيقة 44). وبين شوطي المباراة، جدد البرازيليون حماستهم، وكرروا ما فعلوه في النصف الأول، إذ لم يمهلوا الإسبان سوى دقيقتين، ليجهز عليهم فريد مجدداً بهدف ثالث (47)، قرّب به رفاقه أكثر إلى معانقة الذهب. ولم تفلح محاولات دلبوسكي في استعادة هيبة الإسبان وإعادة منتخبه إلى المنافسة مجدداً، وإن لاح له ذلك بعد تعرض البديل خيسوس نافاز، لعرقلة داخل المنطقة البرازيلية المحرمة، ما دعا حكم المباراة لاحتساب ركلة جزاء، لم ينجح سيرجيو راموس في إرسالها إلى شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار (54). واستمر تسيد البرازيل لمجريات المباراة مع بعض المحاولات الإسبانية الخجولة، أبرزها كرة بيدرو التي كانت في طريقها إلى الشباك، لولا براعة المدافع البرازيلي ديفيد لويز الذي شتتها من خط المرمى، لتفشل أسبانيا التي أكملت المباراة ناقصة بعد طرد المدافع بيكي (68) في تسجيل هدف شرفي في المباراة، ليعلن الحكم البرازيل بطلة النسخة التاسعة من كأس القارات وللمرة الرابعة في تاريخها.