نوّه عمدة روما البروفيسور ألنيتسيو مارينو بالعلاقات السعودية - الإيطالية وتطورها على مدى العقود الماضية، وقال: «إن روما تعيش يوماً خاصاً لأنها لحظة تاريخية ومحطة على مسار العلاقات الإيطالية - السعودية، علاقة تتنامى أكثر فأكثر، ونحن سعيدون بتجديد الولاء والصداقة لمناسبة مرور 80 عاماً على بدء العلاقة الديبلوماسية بين البلدين». وأشار مارينو - خلال افتتاحه معرض «السعودية ملتقى الحضارات» المقام بمتحف فتريانو في العاصمة الإيطالية روما، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة - إلى أن الروابط التي تجمع المملكة بروما عريقة تعود إلى العديد من القرون، فالعملات الرومانية القديمة الموجودة في هذا المعرض هي دليل على عمق العلاقات بين الحضارتين منذ الأزل. وتابع: «اليوم نشهد هذا المعرض الذي يسمح لنا باكتشاف المملكة أرض الحوار والثقافة، يضم تحفاً عريقة بعضها يعود إلى ما قبل التاريخ، وهذا دليل على عراقة التراث الثقافي السعودي، ونحن محظوظون إذ نستضيف معرضاً يضم كنوزاً أثرية أبهرت العالم عند نشرها ونحن اليوم نراها تعرض هنا في روما وهذا مدعاة شرف واعتزاز لروما ولإيطاليا». وأعرب عمدة روما عن شكره لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ولرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على جهودهم لإقامة هذه الفعالية، عاداً ذلك بادرة صداقة ومودة خاصة من السعودية تجاه العاصمة الإيطالية. من جهته، قال وزير الثقافة الإيطالي ماسيمو براي في تصريح صحافي: «إن هذا المعرض الذي نفتتحه اليوم يعرض قطعاً أثرية لحقب تاريخية مختلفة تقدم لزوارها نواحي غير معروفة تجعلنا ندرك أهمية العلاقات العريقة بين البلدين والتي تتميز بثقافة راقية ومتفتحة على العالم آنذاك». وأكد وزير الثقافة الإيطالي أهمية نشر ثقافة الحوار والثقافة والحضارة بين الجانبين «رحبت على الفور حينما عرضت علي فكرة الاحتفال عن طريق معرض يحتفي بطابع روح الحوار والتعاون الذي ميز تاريخ هذه الأرض وتاريخ علاقتنا»، مشيراً إلى أن مذكرة التعاون التي تم التوقيع عليها في مجال التعاون الثقافي بين البلدين «ستوطد التعاون وتجعل من حوار الثقافة امتداداً لما امتازت بها علاقتنا». إلى ذلك، قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال حفلة الافتتاح: «إن ما يتم في المملكة من توسع كبير في المحافظة على تراثها وجعله قريباً من المواطنين يأتي إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد، وهو ما جعل الاعتزاز بعمقنا التاريخي والحضارات المتعاقبة على الجزيرة العربية، وخصوصاً الحضارة الإسلامية التي بدأت على تراب الجزيرة العربية وامتدت إلى أصقاع العالم، جعل هذا الاعتزاز مكوناً أساساً للشخصية السعودية». وأضاف: «إن المملكة العربية السعودية ليست بلد نفط فقط، وهي تعتز بما حباها الله من ثروات صرفتها لرقي مواطنيها وتنمية البلاد في شتى المجالات، ولكن اعتزازنا الأكبر بأن بلادنا هي مولد الدين الإسلامي العظيم ومهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين، وأنها بلد الاقتصاد ما أهلها لتكون ضمن دول ال20، وهي بلاد الحضور السياسي الخيّر والثقل الإقليمي والدولي الكبير، وشكّلت أرضها ملتقى للحضارات». لافتاً إلى أن «اختزال مكانة المملكة في الاقتصاد أو النفط كمن لا يعرف عن إيطاليا سوى الموضة أو السيارات الرياضية ويتجاهل مكانتها التاريخية والحضارية وثقلها الاقتصادي والسياسي».