لم يخف الشاعر محمد جبر الحربي حزنه على الأوضاع السياسية، التي تعيشها العديد من بلدان العالم العربي، لأنه وكما قال في الأمسية التي نظمها نادي الجوف الأدبي مساء الثلثاء الماضي، يعتز بعروبته التي تتجذر في الجزيرة العربية، وتنطلق من المملكة العربية السعودية. لذلك كان لقصيدة "طفولة قلب" وقع خاص، وفيها يقول: كسيح مسائي وقلبي كسير/ وقد قتلتني بدون سلاح/ فكنت الطليق الأسير/ أسير ولي رغبة في السماء/ وبي شهوة أن أحلق/ كيما أكون وكيما أصير/ كما كنت دوما كما أشتهي/ مثلما يرتضيه الضمير". وكان للغزل نصيب من شعر الحربي، ففي إحدى القصائد قال: اجلسي يا ملاك/ اجلسي ها هنا أو هنا/ أو تعال ارسمي وجه نهر هنا/ أو تعالي على غيم حلم هناك اجلسي يا أميرة/ اجلسي فوق روحي/ ثم داوي بخطوك بين الجراح جروحي/ امنحي للصباح عبيره/ واجدلي للمساء ضفيره/ شيدي بالضلوع قصورا/ ومن كبرياء علاك/ اجلسي يا ملاك".وأوضح الحربي أن رسالة الشاعر هي الحق والجمال والسلام، مستغرباً بهتان المفردات وشحوبها "إلى درجة العتمة في بعض الأحيان على الرغم من التطور التقني الكبير، وظهور العديد من مواقع التواصل الاجتماعي". ولم تدع لغة الشعر في الأمسية مجالاً للحديث أو الحوار أو طرح الأسئلة، على ضيف الأمسية، فقد أشعل الحربي جنبات صالة النادي بأعذب الأبيات والصور الشعرية، التي استمتع بها الحضور إذ قال في قصيدة: جنوب هو الحب/ أما الهوى فشمال/ على كل حال/ مهاجرة كالطيور القلوب/ تضاء الدروب فتمطر/ تأتي الحبيبة في هدأة/ أقول تعالي/ تقول تعال/ لها عزة بهجة ودلال/ وخال لها/ ليس خال التناسل والإرث/ لكن لتفاحة الخد خال". وفي ختام الأمسية قدم نائب رئيس النادي ثامر المحيسن حقيبة تضم مجموعة من إصدارات النادي، تكريماً للشاعر محمد الحربي.