أعلنت السلطات اليمنية أمس انتهاء عملية تحرير مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا من قبضة مسلحي تنظيم «القاعدة» الذين كانوا اقتحموا المقر وسيطروا عليه الإثنين الماضي، فيما تواصل أمس انتشال «الجثث المتفحمة» جراء القصف العنيف الذي شنته القوات الخاصة، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم رهائن من الجيش الذي لم ينشر الحصيلة النهائية لعدد الضحايا. وفرضت قوات الجيش والأمن طوقاً أمنياً على المدينة، التي قُطعت عنها خدمات الكهرباء والاتصالات، وباشرت في تفتيش محيط المباني التي قصفتها أول من أمس مستخدمة الدبابات والمدفعية وصواريخ «لو» وقذائف «آر بي جي» بعدما رفضت عناصر «القاعدة» الاستسلام وإطلاق عدد من الجنود والضباط الرهائن قبل أن يقدموا على إعدام بعضهم وإلقائهم من شرفات المباني التي سيطروا عليها. وقالت مصادر عسكرية وطبية ل «الحياة»، إن نحو 17 قتيلاً سقطوا خلال عملية قصف مباني المقر العسكري أول من أمس، بينهم 7 جنود رهائن، وإن عملية التعرف على هوية الجثث المتفحمة مستمرة لتمييز المسلحين عن الجنود. واستعانت قوات مكافحة الإرهاب، التي نفذت عملية الاقتحام تحت غطاء القصف المكثف، بالكلاب البوليسية بحثاً عن ناجين بين ركام المبنى الرئيسي الذي تهدم جزء كبير منه، في حين ذكرت مصادر عسكرية أنه «تم انتشال جنديين من بين الأنقاض على قيد الحياة، وتم نقلهما إلى مستشفى ابن سيناء وسط المكلا». وشكلت وزارة الدفاع لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم وسط معلومات عن اعتقال عدد من الضباط والجنود بتهمة التواطؤ مع التنظيم ونقلهم على متن طائرة خاصة إلى صنعاء للمثول أمام النيابة العسكرية». في غضون ذلك أصدرت الوزارة بياناً رسمياً أعلنت فيه انتهاء العملية وقتل جميع المسلحين. وقال البيان «إن المقاتلين الشجعان في القوات المسلحة والأمن استكملوا وبنجاح كبير ليل الأربعاء اقتحام المبنى التابع لقيادة المنطقة العسكرية الثانية واستعادته بعد تطهيره من العناصر الإرهابية وتفتيشه بالكامل». وأضاف: «تم القضاء على جميع الإرهابيين الذين كانوا يتواجدون في المبنى والذين من خلال سلوكياتهم وتصرفاتهم الإرهابية والإجرامية، اختاروا لأنفسهم هذا المصير وهذه النهاية الحتمية». وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن عدد مسلحي «القاعدة» الذين نفذوا هجوم الإثنين لا يتعدى 15 شخصاً، ولاحظت أن بيان وزارة الدفاع ذكر الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحادث وتكتم عن إعطاء أي تفاصيل حول الهجوم وما تبعه من تطورات في اليومين التاليين. في المقابل، نجحت وساطة تبناها زعماء قبليون في محافظة شبوة المجاورة في الإفراج عن 21 جندياً كان تنظيم «القاعدة» أسرهم في هجومه على مواقع للجيش والأمن قبل نحو أسبوعين. كما أقدم مسلحون قبليون أمس على تفجير أنبوب رئيسي لتصدير النفط الخام في منطقة آل شبوان في وادي عبيدة بمحافظة مأرب، تكراراً لعشرات التفجيرات التي تعرض لها الأنبوب خلال العامين الأخيرين. وجاء التفجير، الذي أدى إلى توقف إنتاج النفط من حقول مأرب، بالتزامن مع إعلان وزارة الكهرباء إعادة التيار جزئياً إلى صنعاء بعد إصلاح موقت لخطوط الطاقة الرئيسية التي تعرضت لهجوم سابق قبل أيام.