حض نواب في البرلمان الأوروبي دولهم على ضمان دخول لاجئي سورية وتوفير «اجراءات منصفة» للجوء، في وقت اتهمت اذربيجان جارتها ارمينيا بتوطين ارمن سوريين في اقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه. وقال نواب لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي في بيان أنه «على الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء فيه ضمان دخول آمن للاجئين السوريين ووصول منصف لإجراءات اللجوء». وسيدرس وزراء الداخلية الأوروبيون ملف استقبال اللاجئين الحساس خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. وطلبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من الاتحاد الاوروبي استقبال 12 الف لاجئ. وقال ميشال شيركوني الناطق باسم المفوضة المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم أن «هذا الطلب في هذه المرحلة مؤمن». وعبّر النواب الأوروبيون عن رغبتهم في أن ينظم الاتحاد الأوروبي «مؤتمراً إنسانياً ليدرس بشكل ملموس متى وكيف يتعين على الدول الأعضاء التحرك لتعزيز ردود فعلها في مجال حماية السوريين». واستمرت طلبات اللجوء التي يقدمها السوريون في الارتفاع هذا العام، لتصل الى 52037 في الاتحاد الاوروبي منذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011. وتلقت ألمانيا 14842 طلباً والسويد 14083 أي 59 في المئة من الطلبات، بحسب ما ذكر نواب اوروبيون استناداً إلى احصاءات. في غضون ذلك، قال سفير أذربيجان لدى الأممالمتحدة أشغشين مهدييف إن أرمينيا بدأت «عملية خطيرة جداً لها عواقب لا يمكن التكهن بها» لتوطين سوريين أرمن في ناغروني كاراباخ. وتقول أرمينيا إنها استقبلت أكثر من 10 آلاف سوري أرمني إلا أنها لم تؤكد توطينهم في المنطقة المتنازع عليها. وكان منشقون تدعمهم أرمينيا استولوا على ناغروني كاراباخ التي كانت تابعة لاذربيجان في حرب اندلعت في مطلع تسعينات القرن الماضي وأدت إلى مقتل حوالى 30 ألف شخص. وانتهت بوقفٍ لإطلاق النار عام 1994 إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام. وتشهد المنطقة اشتباكات مستمرة وقُتل 20 جندياً من الطرفين في معارك حصلت هذا العام. وقال السفير مهدييف في مؤتمر صحافي: «نتلقى تقارير تتحدث عن محاولات أرمنية متعمدة لتشجيع بعض فئات من اللاجئين السوريين على الانتقال إلى مناطق أخرى تشهد نزاعات». وأضاف مهدييف الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري: «ووصلتنا معلومات أنهم بدأوا في عملية توطين اللاجئين السوريين في المناطق المحتلة، وبالطبع فإن هذه عملية خطيرة جداً ولها عواقب لا يمكن التكهن بها». وتعترف الأممالمتحدة بأن ناغورني كاراباح هي جزء من أذربيجان، إلا أن السكان الأذربيجانيين فروا منها بعد الحرب وأصبح سكانها جميعاً تقريباً الآن من ذوي الأصول الأرمنية. وتطرق وزير خارجية أذربيجان المار مامادياروف إلى مسألة السوريين الأرمن في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وعادةً ما تحصل صدامات بين أذربيجان وأرمينيا بسبب ناغورني كاراباخ في قمم الأممالمتحدة السنوية. وقال الوزير في كلمته إن «التقارير التي وردت أخيراً بشأن نقل السوريين الأرمن الى ناغروني كاراباخ وغيرها من مناطق أذربيجان السبع المحتلة الأخرى، تُعد دليلاً إضافياً على سياسة أرمينيا المتعمدة بضم أراضٍ أرذربيجانية». في المقابل، قال وزير خارجية أرمينيا ادوارد نالبانديان أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي إن بلاده تشعر «بالقلق» من الأزمة في سورية. وأضاف أن «عدد اللاجئين الذين لا تزال أرمينيا تستقبلهم، زاد على 10 آلاف، لكن عشرات آلاف السوريين الأرمن ما زالوا في ذلك البلد (سورية)». وكان عشرات آلاف الأرمن فروا إلى سورية عقب عمليات القتل التي ارتكبتها بحقهم الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى.