أعلنت الولاياتالمتحدةواليابان أمس، أنهما ستحدّثان تحالفهما العسكري، ليصبح «أكثر توازناً وفاعلية»، لمواجهة تهديدات متنامية في آسيا، بينها صعود الصين واستفزازات كوريا الشمالية والإرهاب الدولي والهجمات الإلكترونية. أتى ذلك خلال لقاء بين وزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هاغل، ونظيريهما اليابانيين فوميو كيشيدا وايتسونوري اونوديرا، في إطار اجتماع «2+2»، الأول على الأراضي اليابانية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر إعادة توجيه استراتيجية قواته نحو منطقة آسيا - المحيط الهادئ، بعد عقد على حربَي العراق وأفغانستان. وتستند واشنطن في استراتيجيتها الجديدة، إلى تحالفها مع اليابان التي يرغب رئيس وزرائها شينزو آبي في أن تؤدي بلاده دوراً أكبر في الدفاع عن نفسها، علماً أن طوكيو تواجه تحديات أمنية وعسكرية، من بكين وبيونغيانغ، اضافة إلى توتر علاقاتها مع سيول. وقال كيري: «هدفنا تحالف أكثر توازناً وفاعلية، تكون فيه قواتنا المسلحة شريكين يعملان جنباً إلى جنب ومع جهات أخرى في المنطقة، لإرساء السلام والاستقرار». واعتبر أن لقاء طوكيو «سينشر ركائز العلاقة الأمنية بين الولاياتالمتحدةواليابان ولهذه المنطقة، للسنوات ال 15 أو ال 20 المقبلة». وذكّر بأن وثيقة تنظم التعاون العسكري بين البلدين، لم تخضع لمراجعة منذ عام 1997، لافتاً إلى «تغيّر مسائل كثيرة» مذاك «مع تهديدات جديدة وتهديدات من نوع مختلف». وأشار كيري إلى أن معاهدة الدفاع الأميركية - اليابانية تنطبق على جزر «سينكاكو» التي تتنازع طوكيو وبكين السيادة عليها، لكنه دعا «جميع الأطراف إلى عدم اتخاذ أي تدبير أحادي» يغير الوضع القائم على الأرض. اما كيشيدا فشدد على أهمية العلاقة الأميركية - اليابانية «في وقت يتصاعد توتر الوضع الأمني في المنطقة»، فيما لفت اونوديرا إلى «التهديدات المختلفة الكورية الشمالية» و»العلاقات المتوترة التي تقيمها دول آسيوية مع الصين، خصوصاً في شأن القضايا البحرية». وتعهد البلدان تحديث وثيقة التعاون العسكري بينهما، و«تعزيز دور» اليابان في هذا الصدد، ونشر طائرات استطلاع أميركية في اليابان من طراز «غلوبال هوك» والتعاون «في مجالات استراتيجية مثل الفضاء والإنترنت» و«زيادة القدرات الدفاعية بصواريخ باليستية». واتفقت واشنطن وطوكيو على أن تنشر في اليابان نظام الرادار الدفاعي الصاروخي الأميركي الجديد من طراز «إكس - باند»، ومغادرة 5 آلاف جندي أميركي جزيرة أوكيناوا، بعد عام 2020. تزامن ذلك مع خطاب تاريخي ألقاه الرئيس الصيني في جاكرتا، إذ بات أول زعيم دولة أجنبية يتحدث أمام البرلمان الأندونيسي، حيث دعا إلى اعتماد «وسائل سلمية» لتسوية النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، مع دول جنوب شرقي آسيا. وأعلن أن بلاده تريد أن يصل حجم تبادلها التجاري مع «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) إلى تريليون دولار، بحلول عام 2020. إلى ذلك، اعلن مسؤول أميركي تنظيم مناورات بحرية مشتركة الأسبوع المقبل، بين الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية، قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية.