أبدى وزير الخارجية الاميركي جون كيري تصميم الولاياتالمتحدة على الدفاع عن اليابان بعدما هددتها كوريا الشمالية ب «لهيب نووي». وأتى كلامه بعد وصوله الى طوكيو أتياً من بكين التي حصل على دعمها للتشاور بهدف احتواء الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. ورفضت بيونغيانغ امس، عرضاً من سيول للحوار، واعتبرته «مجرد خدعة ماكرة (من الكوريين الجنوبيين) لتغطية طبيعتهم القائمة على المواجهة بتضليل الرأي العام». كما استقبلت كوريا الشمالية زيارة كيري لطوكيو ببيان أكدت فيه ان «اليابان ما زالت تشكل هدفاً لجيشنا الثوري واذا قامت بأي حركة فإن شرارة الحرب ستطاولها اولاً». وبحث وزير الخارجية الاميركي مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا سبل التصدي لأي تهديد كوري شمالي. وتزامن ذلك مع نشر طوكيو بطاريات مضادة للصواريخ وأمرت الجيش بتدمير أي صاروخ كوري شمالي قد يهدد الاراضي اليابانية. وفي مؤتمر صحافي مع كيري، أعلن وزير الخارجية الياباني انه اتفق مع نظيره الأميركي على أهمية التنسيق بين بلديهما وكوريا الجنوبية في ما يخص الرد على الخطاب «العدواني» لكوريا الشمالية. وقال انه إنه اتفق مع نظيره الاميركي على «الحاجة الى وقف فوري للسلوك الاستفزازي» لكوريا الشمالية، واتخاذ «خطوات ملموسة» باتجاه نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وقال كيشيدا: «لن نتغاضى عن امتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية»، مشيراً الى أن طوكيو وواشنطن ستعقدان مشاورات رفيعة المستوى حول المسألة. وأشارت وسائل إعلام يابانية الى أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر في شأن كيفية الرد على كوريا الشمالية بناء على المناقشات التي أجراها كيري مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كونيه، والرئيس الصيني شي جينبينغ الذي اتفق معه على الإسراع في إطلاق محادثات على أعلى المستويات لنزع التسّلح النووي في شبه الجزيرة الكورية. ويلتقي كيري اليوم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي جدّد حض كوريا الشمالية على وقف أعمالها وبياناتها الاستفزازية. وقال آبي للصحافيين أثناء زيارته جزيرة إيوتو في المحيط الهادئ: «يجب أن نعمل على افهام كوريا الشمالية بأن أعمالها الاستفزازية لن تجدي نفعاً». على صعيد آخر، انتقدت «كلية لندن للاقتصاد» هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لتنظيمها رحلة علمية إلى كوريا الشمالية لتصوير فيلم وثائقي في شكل سري. واعتبرت الجامعة البريطانية الرائدة ان هذا التصرف «عرّض الطلاب الذين لم يكن لديهم علم بالترتيبات، للخطر». وأشارت الجامعة الى ان ثلاثة من صحافيي «بي بي سي»، من بينهم المراسل الشهير جون سويني، انضموا إلى رحلة دراسية في نهاية آذار (مارس) الماضي، متنكرين كسياح، لتصوير فيلم عن كوريا الشمالية. وأوضحت الجامعة ان الطلاب أبلغوا بأن «صحافياً» سيكون برفقتهم، لكن احداً لم يوضح لهم ان هدف «بي بي سي» كان استغلال الزيارة في تصوير فيلم سري لبرنامج «بانوراما» الاخباري.