كشف مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة» في مكتبة الإسكندرية عن اقتنائه أكثر من 60 صورة نادرة لمدينة القاهرة تعود إلى الفترة بين عامي 1860 و1901. وهي مجموعة خاصة بالمصور فيليكس بونفيس Felix Bonfiles، وهو مصور وكاتب فرنسي نشط في بلاد الشرق، ولد في 8 آذار (مارس) 1831، وارتحل إلى بيروت عام 1867 حيث افتتح ستوديو تصوير سماه Maison Bonfiles. التقطت عدسة بونفيس مجموعة صور نادرة تعتبر من أوائل الصور الفوتوغرافية في كل من لبنان ومصر وفلسطين وسورية واليونان واسطنبول، وجمع هذه الصور في ألبوم نشره عام 1872 تحت عنوان Architecture Antique، والذي أصبح من أهم الأدلة السياحية لزوار الشرق من الأوروبيين. وتتضمن تلك المجموعة صور نادرة لكل من: مدرسة السلطان حسن في ميدان القلعة، وكوبري قصر النيل، ومناظر عامة لمدينة القاهرة أخذت من فوق جبل المقطم، وقلعة صلاح الدين، وقصر محمد علي في شبرا، وحلقات الدرس في الجامع الأزهر، ومدرسة المنصور قلاوون في شارع المعز، ومسجد البردي، والقنصلية الفرنسية في القاهرة، والقناطر الخيرية، وحديقة الأزبكية، ومدرسة السلطان برقوق في شارع المعز، وقصر الجزيرة (فندق «ماريوت» حالياً)، وفندق إنكلترا Hotel d'Angleterre، وقصر الجيزة، ومدرسة قايتباي في صحراء المماليك، وجامع المؤيد بجوار باب زويلة، ومسجد عمرو في مصر القديمة وجامع الحاكم بأمر الله في شارع المعز، وجامع محمد علي في القلعة، وجبل المقطم، وسوق السجاد وسوق النحاس في خان الخليلي، ومتحف الفن الإسلامي (دار الآثار العربية سابقاً)، وشارع المعز في منطقة الحسين ومقابر الخلفاء في منطقة الخليفة، وميدان الأوبرا. وتعد تلك الصور النادرة مجموعة مكملة لمجموعة ذاكرة القاهرة الفوتوغرافية التي نشرتها مكتبة الإسكندرية في «كتالوغ» حمل الاسم نفسه. يذكر أن «ذاكرة مصر المعاصرة» هو مشروع بحثي علمي يهدف إلى رقمنة كل المواد التي ترتبط بتاريخ مصر المعاصر، من صور ووثائق وعملات وأفلام تسجيلية... وغيرها. وهي تعد أكبر بوابة إلكترونية تضم بين صفحاتها تاريخ مصر في قرنين من الزمان، بدءاً من عهد والي مصر محمد علي باشا 1805، وحتى نهاية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1981. وتؤرخ الذاكرة لتاريخ مصر من كل النواحي: سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، وأهم ما يميزها هو الحياد وتسليط الضوء على جوانب مجهولة في تاريخ الشعب المصري.