جماعات وفرادى يركبون دراجاتهم النارية ليسابقوا الريح. شبان عشقوا دراجات «هارلي» أكثر من أي شيء آخر. هواياتهم مكلفة ومع ذلك لا يهتمون بما ينفقونه، فهم يدفعون ليتنفسوا رائحة الحرية ويتذوقوها. إنهم «العبثيون الجدد» الذين يعيشون «الأنا» على حقيقتها بعيداً من ضوضاء الحياة ومشاكلها والتزاماتها، فهم حالما يحضنون مقود «هارلي» تصبح هذه اللحظات لهم وحدهم، توحدهم في أشكالهم ومزاجهم وهوايتهم بعيداً من أي خلاف أو اختلاف. يبحثون عن الحرية ويلهون مع الريح في نهاية كل أسبوع للقيام برحلة تليق بترف هذه الدراجة. وينتظرون بفارغ الصبر حدثهم السنوي «جولة لبنان -Lebanon Tour» الذي يقام منذ 5 سنوات من 4 إلى 6 تشرين الأول (أكتوبر) ويشارك فيه دراجون من لبنان ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبيين، وينظمه نادي مالكي دراجات هارلي ديفيدسون وشركة هارلي في لبنان. وقد أنشئ النادي مع تأسيس الشركة في لبنان عام 2009، وهو ناشط وينتمي إلى مجموعة نوادي هارلي ديفيدسون في العالم التي تضم أكثر من مليون ونصف مليون عضو. ويضم النادي اللبناني 350 عضواً، وهو الأكبر في الشرق الأوسط. تستوعب «جولة لبنان» 350 درّاجاً لكن مؤسس شركة هارلي ديفيدسون في لبنان مروان طرّاف يشير إلى حضور 250 درّاجاً للجولة، لافتاً إلى أن إقامتها هدفها «تشجيع السياحة الداخلية غير الموسمية في لبنان والتوعية من أخطار الطرق وسوء استخدام الدراجات النارية». تستمر الجولة ثلاثة أيام لتشمل كل المناطق اللبنانية شمالاً وجنوباً وبقاعاً وجبلاً. ولم تحُلْ الأوضاع الأمنية غير المستقرة دون تنظيم جولة لبنان في السنوات الخمس السابقة ولن تقف كذلك هذا العام، إذ «ما دام لا نار ودخان على الطرق فإن دراجي هارلي ديفيدسون ماضون في طريقهم»، يؤكد طرّاف، لافتاً إلى أن جولة لبنان هي بمثابة «تحدٍّ للوضع الأمني والإقليمي ورفض لإعدام الحياة السياحية في لبنان». لهارلي ديفيدسون نمط حياة يلتزمه أعضاء نادي دراجي «هارلي»، وهم أناس شغوفون بهذه الماكينات العالمية التي تتمتع بتاريخ طويل يبلغ 110 سنوات. واللافت أن هؤلاء «العبثيين الجدد»، كما يحلو لطرّاف أن يسمّيهم، هم من الطبقة الراقية والعاملة والمنتجة والفاعلة في المجتمع من أطباء ومديري شركات وأساتذة جامعات ومحامين وقضاة.