أكد المخرج محمد سلمان أن التمويل المادي يعتبر أهم مشكلة أدت إلى عرقلة عدد من خطط جماعة الأفلام في «نادي الفنون» التابع للجنة التنمية الاجتماعية في القطيف، مشيراً إلى أن نادي الفنون يحتضن الفنون لأكثر من 16 عاماً، بوصفه مظلة رسمية ساعدت في تنظيم الفعاليات، ومن الصعب التخلي عنها في الوقت الراهن الذي لم يتم فيه السماح بوجود صالات عرض سينمائية في المملكة. وأضاف ل«الحياة» أن الجماعة «لا تفكر في الوقت الراهن بالاستقلالية، كون الاستقلال يحولها إلى مسمى تجاري، وهو أمر غير وارد في الخطة، بحكم الظروف العامة التي لا تسمح بالعمل السينمائي في الهواء الطلق»، لافتاً إلى أن الهدف في الفترة الحالية السعي إلى نشر الوعي بالثقافة السينمائية كفنٍ مستقل، من دون أن يقلل من أهمية بقية الفنون، لكنه يعتبر الأهم والشامل للفنون كافة، وله أثر إيجابي في الفرد والمجتمع بشكل عام. وعن غياب الممول السعودي في صناعة السينما، قال سلمان: «الممول موجود وليس ضرباً من خيال، ولكن يعتبر دخوله إلى هذا المجال مغامرة، خصوصاً إذا كان الممول يبحث عن الربح، وهي معادلة لا يمكن تحقيقها في الخليج بشكل عام، وذلك لغياب دور العرض السينمائي، ما يبعد المستثمرين عن مجال السينما الذي لا يمكن إنجاحه من دون النواحي الاستثمارية أو الثقافية». وتابع: «أما أن يكون الممول مهووساً بالفن والثقافة ولا يهتم بالعائد المادي، فهناك الكثير منهم سواء داخل السعودية أم خارجها، ممن يصنعون أفلاماً على حسابهم، فقط لإيمانهم أن صناعة الفلم فن وثقافة وتستحق الدعم». وأوضح أن من أهداف جماعة الأفلام صناعة سينما محلية بمعايير احترافية، أي العمل على إنتاج أفلام محلية بهوية سعودية وخليجية تشتغل في منطقة الثقافة والفن والجمال، وتكون جواز سفر ثقافي لشاشات السينما في المهرجانات الخليجية والعالمية، نظراً لأن المعايير الاحترافية هي العمل بلغة سينمائية، لافتاً إلى أن ذلك يتم عبر اتباع مراحل إنتاج الفيلم، إلا أن العمل عليه يحتاج إلى وقت وجهد من الدراسة، وهي أحد أهداف جماعة الأفلام، إذ تقدم ورشات عمل أكاديمية متخصصة في صناعة الفيلم. وذكر صاحب فيلم «شارع خلفي» الذي عرض أخيراً، أن استقطاب مجموعة من المهتمين والسينمائيين الهدف منه تقوية العلاقات الفنية وروابط التواصل بين المهتمين بصناعة الأفلام، سواء من داخل المملكة أم من دول الخليج العربي، إذ إن التعريف بصناعة الفيلم من خطوات التثقيف السينمائية، ويعود بالفائدة على صانع الفلم لعرض تجربته ومناقشتها بشكل قريب للمتلقي، «هذه اللقاءات عبارة عن جرعة للجمهور ليتعرف على نوعية الأفلام المستقلة، خصوصاً أن هناك أفلاماً مغايرة عن تلك التي تعود على مشاهدتها في السينما التجارية، أو على شاشة القنوات الفضائية». يذكر أن المخرج محمد سلمان عرض أفلاماً سينمائية عدة منها «السيكل» و«شارع خلفي» و«مخيال».