اعتبر تنظيم «الصحوات» في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، إقرار القادة الأمنيين بالإهمال جاء متاخراً، نظراً إلى تمكن التنظيمات المسلحة من إعادة ترتيب صفوفها، واتساع رقعة الهجمات في عموم المحافظات، فيما قتل وأصيب العشرات بانفجار مزدوج طاول أحد مساجد المحافظة شمال شرقي بعقوبة. واتهم القيادي في التنظيم رعد الجبوري في تصريح الى «الحياة «، القيادة الأمنية ب «ازدواجية المعايير، بعد شنها حملة اعتقالات طاولت زعماء في الصحوات بتهمة التعاون مع المجموعات المسلحة وارتكابهم جرائم تهجير بعد إدلاء معتقلي القاعدة بمعلومات كاذبة ضدهم». وأضاف أن «إقرار قيادة عمليات بغداد بتجاهل دور الصحوات غير مبرر، بعد تأكدها من أن النتائج الميدانية المتحققة على الأرض فاشلة، بسبب غياب دورها في الحملات الأمنية التي تشنها قوات الجيش والشرطة». ورفض الجبوري اتهامات بعض القوى السياسية قادة الصحوات بالتعاون مع «القاعدة»، واعتبر ذلك «استخفافاً بدماء شهداء التنظيم الذين يزيد عددهم عن 1500 عنصر وتضحياتهم». وكان قادة أمنيون أقروا بإهمال الصحوات ومجالس الإسناد خلال المدة الماضية، وتعهدوا بدعم تلك التشكيلات لتمكينها من مساعدة القوات الأمنية. وأوضح قائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري خلال مؤتمر أمني عقد بحضور قادة مجالس الإسناد والصحوات في قاطع بغداد الجنوبي، أن «ملف الصحوات ومجالس الإسناد أُهمل، وتخللته مشاكل في المرحلة السابقة»، مؤكداً «سعي الحكومة إلى توفير الدعم لها لتتمكن من مساندة الأجهزة الأمنية في حربها ضد الإرهاب». وكانت القوات الأميركية استقطبت عدداً من قادة التنظيمات المسلحة لتأسيس الصحوات ودعمتها بالسلاح والمال لمواجهة المجموعات المتطرفة بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي اغتيل في ناحية هبهب التابعة لمحافظة ديالى عام 2006، في وقت اتهمت الأحزاب الشيعية الصحوات بالتعامل مع «القاعدة»، رافضة إلحاق عناصرها بالأجهزة الأمنية. وكان مجلس شورى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أصدر فتوى بقتل عناصر الصحوات وقادتهم، وإباحة ممتلكاتهم ودماء أقربائهم بدعوى الارتداد، في موازاة رفض رجال دين سنة الفتوى التي «تبيح قتل مسلمين».