بدأت الحكومة البريطانية أمس تلقي طلبات الاكتتاب في أسهم «هيئة البريد الملكية»، مؤكدة أن القيمة الإجمالية للهيئة قد تبلغ 3.3 بليون جنيه إسترليني (5.3 بليون دولار) عندما يبدأ تداول أسهمها في بورصة لندن الشهر المقبل. وتُعتبر هذه من أكبر عمليات التخصيص في بريطانيا منذ أن باعت حكومة حزب المحافظين برئاسة جون ميجور السكك الحديد في تسعينات القرن العشرين، وستمكن البريد الملكي من الحصول على رؤوس الأموال الخاصة التي يؤكد أنه يحتاجها لتحديث خدماته وتعزيز قدراته التنافسية في سوق مزدهرة لتوصيل الطرود. ولفتت الحكومة وهي تطلق الاكتتاب في أسهم الهيئة التي يبلغ عمرها نحو 500 عام، إلى أنها ستبيع حصة أغلبية بسعر يراوح بين 260 و330 بنساً للسهم. وتتراوح القيمة الإجمالية للهيئة بين 2.6 و3.3 بليون جنيه، وستجمع الحكومة ما بين بليون و1.7 بليون جنيه، كما ستستطيع زيادة حجم العملية 15 في المئة عبر خيار زيادة التخصيص إذا كان الطلب قوياً. وفي حال مارست الحكومة خيار زيادة التخصيص، فقد تنخفض حصتها في الهيئة إلى 30 في المئة بعد العملية، فهي تنوي بيع حصة لا تقل عن 40.1 في المئة، فضلاً عن توزيع 10 في المئة من الأسهم على العاملين في الهيئة، وهي أكبر توزيعات في تاريخ التخصيص في بريطانيا. وسيغلق باب الاكتتاب، الذي يديره «غولدمان ساكس» و «يو بي أس»، في 8 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ويُتوقع أن يبدأ تداول السهم في البورصة في 11 من الشهر ذاته. وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس وكان سهم «أديداس» للملابس الرياضية من أبرز الرابحين، ولكن المستثمرين توقعوا أن تبقى السوق في نطاق ضيق بسبب عدم تحقيق تقدم في محادثات الموازنة الأميركية. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» 0.2 في المئة إلى 1260.62 نقطة، و «يورو ستوكس 50» 0.2 في المئة إلى 2927.95 نقطة، وسهم «أديداس» الألمانية 1.3 في المئة بعدما أعلنت شركة «نايكي» الأميركية المنافسة ارتفاع مبيعاتها. واستقر مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني بينما ارتفع مؤشر «داكس» الألماني 0.1 في المئة و «كاك 40» الفرنسي 0.2 في المئة. وتراجع مؤشر «نيكاي» الياباني نتيجة عمليات بيع لجني أرباح، وفي ظل إحجام المستثمرين عن بناء مراكز جديدة قبل بيان عن النمو الاقتصادي والإستراتيجية الضريبية للحكومة الذي سيصدر الأسبوع المقبل. وتراجع «نيكاي» 0.3 في المئة إلى 14760.07 نقطة، ومؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.2 في المئة إلى 1217.52 نقطة. وارتفعت الأسهم الأميركية عند الإغلاق ليل أول من أمس بعد بيانات قوية لسوق العمل، بينما استمر تركيز المتعاملين على التأثير الاقتصادي المحتمل للأزمة الحالية الخاصة بمفاوضات الموازنة في واشنطن. وتقدم مؤشر «داو جونز» الصناعي 55.10 نقطة، أي 0.36 في المئة، إلى 15328.36 نقطة، ومؤشر «ستاندر اند بورز 500» الأوسع نطاقا 5.88 نقطة، أو 0.35 في المئة، إلى 1698.65 نقطة، و «ناسداك» المجمع 26.33 نقطة، أو 0.70 في المئة، إلى 3787.43 نقطة.