أعلن وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل ان عدد النازحين المسجلين رسمياً في آخر احصاء في آب (اغسطس) الفائت، بلغ مليوناً و300 الف نازح، وقال: «لقد اصبحنا شعبين في دولة واحدة وليس شعباً واحداً في دولتين». وحذر في مؤتمر صحافي من ان «أزمة النزوح السوري باتت تهدد الكيان اللبناني»، مشيراً الى ان «ما بين 220 الف لبناني الى 230 ألفاً مهددون بالبطالة جراء هذا النزوح»، ولافتاً الى انه من الناحية الامنية، فإن «النزوح يشكل خطراً لأن الشباب السوري مدرب في بلاده اثناء الخدمة العسكرية». وأكد ان «87 في المئة من المحاكمات والتوقيفات تعود الى السوريين». وأكد «ان أزمة النزوح السوري هي اكبر ازمة تهدد الكيان اللبناني منذ قيامه». ودعا الى وقف كامل لاستقبال النازحين الا في الحالات الاستثنائية التي في حاجة الى رعاية صحية، لافتاً الى «ان التقرير الذي اصدره البنك الدولي بالتعاون مع لبنان حول أزمة النازحين من سورية قال ان لبنان الاكثر كثافة في المنطقة بالنازحين وهناك تدفق غير مسبوق، ومشيراً الى ان هناك «اتجاهاً رسمياً للاستدانة من اجل اغاثتهم». وذكر باسيل ان التقرير يوضح ان عدد اللبنانيين تحت خط الفقر سيزداد 170 ألفاً، وأن تأثير النزوح في الاقتصاد من 2012 الى 2014 سيكلف 7 بلايين ونصف بليون دولار، فيما تأثير النزوح في المالية العامة كلفته كخدمات مباشرة 1,1 بليون دولار، مشيراً الى انه «في حال تسلّح واحد في المئة فقط من الرجال النازحين من سورية مع «النصرة»، فهذا يعني ان لدينا 4 آلاف مسلح، والصواريخ التي اطلقت على منطقة بعبدا والضاحية نعرف كلنا من وراءها. لا يجوز ان نعتاد على حكم القناصل وأن نرضي فلاناً على حساب بلدنا». ولفت باسيل الى ان «السياسة الرسمية المتبعة من الدولة، هي سياسة غير معلنة لتشجيع النزوح السوري الى لبنان». وقال: «هناك طبقة سياسية متخاذلة ومتواطئة في هذه القضية»، وأضاف: «عندما نتخذ موقفاً موحداً فالمجتمع الدولي سيأخذ بموقفنا». ووصف ازمة النازحين بأنها «الأزمة الكيانية الاكبر في لبنان»، داعياً الى «وقف استقبالهم الا للحالات الاستثناثية، وإخراج السوريين من لبنان وإنشاء مخيمات لهم على ارضهم ونحن على استعداد لايصال المساعدات اليهم داخل سورية»، معلناً «اننا نريد تمويلاً لإخراج السوريين بطريقة انسانية من لبنان وليس لتحسين ظروفهم في لبنان». اضاف: «يقولون لنا سيأتي تمويل، فيما الاموال التي أُعطيت في نيويورك لا تكفي لسد حاجاتهم ثلاث ساعات». ورأى ان «هناك من يعمل عن سابق تصور وتصميم للتسبب بنزوح سوري مؤبد في لبنان»، متوجهاً الى هؤلاء بالقول: «اذا كنتم مسلمين فستكونون اقلية مستقبلاً في ظل هذا الوجود السوري، واذا كانوا مسيحيين فسيزداد تناقص عددكم». وتابع: «شاهدنا في الموضوع الفلسطيني مرسوم التجنيس والآن يعملون ذلك في الموضوع السوري ليصبح اللبنانيون اقلية. نحن نسمع اشادات من السفراء الاجانب بموقفنا من النازحين ويسألون في الوقت نفسه كيف تتحملون هذا الوضع، انها جريمة منظمة»، داعياً وزير الداخلية والمدير العام للامن العام الى منع دخول النازحين، «وليتحمل من يريد ذلك المسؤولية، هذا الامر يضرب النسيج الوطني ويزرع قنابل موقوتة ويؤدي الى تغيير جذري في البلد». وقال: «العام الماضي كان يوجد الف تلميذ سوري والآن أصبحوا 120 ألفاً. اين سنستوعبهم؟».