اعتبر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن «أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان أصبحت أزمة وجودية تتربع على رأس الهواجس الكيانية التي يعانيها لبنان». واعتبر أن «لا حاجة إلى تعداد آثارها الفظيعة على المجتمع، إذ يشعر بأخطارها كل مواطن». ولفت إلى أنه «يكفي للدلالة القول إن شعباً آخر يزيد عن ربع سكان لبنان أصبح يتواجد وينتشر بسرعة على كامل أراضيه وهو ما لا قدرة للبنان على احتماله ويهدد بانفجار كبير». وكان باسيل بعد الاجتماع الأسبوعي ل«تكتل التغيير والإصلاح» النيابي أمس، طرح باسم التكتل أفكاراً لمعالجة ملف النازحين، وقال إن «الطرح يتضمن وقف استقبال النازحين وضبط الحدود بشكل كامل باستثناء الحالات الإنسانية والصحية الطارئة التي تتطلب قراراً معللاً من وزيري الصحة والداخلية، فضلاً عن التنسيق مع الدولة السورية لإعادة النازحين إلى ديارهم لا سيما في المناطق الآمنة في سورية مع إعطاء الضمانات السياسية عند اللزوم لجهة أمن العائدين وحقوقهم»، داعياً إلى «مقاربة مسألة إنشاء تجمعات مدنية موقتة للنازحين الذين لا تتوافر لهم إمكانية العودة أو شروطها، وذلك على الجانب السوري من الحدود اللبنانية السورية، مع تأمين وصول المساعدات إليهم عبر لبنان». وطالب باسيل ب«العمل مع الدول والمنظمات الدولية المانحة لتأمين كل الحاجات الإنسانية الطارئة للنازحين». كما طالب ب «اعتماد سياسة توجيهية من أجل قيام مختلف السلطات المحلية والبلديات بإحصاء النازحين في نطاقها وتحديد مواقع تواجدهم ومراقبتهم ومتابعة الأعمال التي يقومون بها وإزالة أي بناء غير شرعي لهم وضبط أي تحركات مشبوهة لهم على جميع المستويات ووقفها فوراً ومعالجة تفشي أي حالات صحية واجتماعية»، مؤكداً أن «هذا الطرح قابل للتنفيذ في ظل الحكومة الحالية ولا يتطلب قرارات حكومية استثنائية، بل جل ما يحتاجه سياسة وطنية واعية وحازمة يتبناها رئيسا الجمهورية والحكومة وقرارات وزارية اعتيادية مرافقة لها». وعن وصف قرار «التكتل» في شأن النازحين السوريين ب «التعصب»، سأل: «ألا يوجد بين النازحين السوريين مسيحيون؟». وأضاف: «عندما نزح 50 ألف مسيحي عراقي ولم يلتفت اليهم أحد في لبنان، اعتبرنا أن اللبنانيين أحق منهم بالموارد المتوافرة للبنان. لماذا لم نتهم بالعنصرية؟». وقال: «إذا هناك شخص بخلفية طرحه يريد إقامة المخيمات ليكرر خللاً ديموغرافياً ويلعب بالنسيج اللبناني، فلن نسكت، وهو يغلف الموضوع بغلاف إنساني وكل مرة يتنطحون ويتكلمون عن حقوق الإنسان بينما لم يعيدوا المهجرين إلى أراضيهم في قلب لبنان».