أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل «أمير» تنظيم «القاعدة» في محافظة لحج (جنوب)، فيما تبنى التنظيم الهجوم على مطار صنعاء، واتهم زعيمه ناصر الوحيشي الحوثيين بالتعاون مع أميركا وإيران «للقضاء على السنّة». وليل أمس ذكر التلفزيون اليمني إن الرئيس أعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح من 24 وزيراً تضم سياسيين من جماعة الحوثيين ومن جماعة الحراك الجنوبي. وعاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مجدداً إلى الواجهة السياسية بقوة من بوابة «العقوبات الدولية» المحتملة ضده، إذ احتشد أمس في صنعاء ومدن أخرى يمنية عشرات الآلاف من أنصاره رفضاً ل «التدخلات الأجنبية في الشأن اليمني». وردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الرئيس عبد ربه منصور هادي والسفير الأميركي والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر. وشوهد بين المتظاهرين مسلحون حوثيون يرفعون صور زعيمهم عبدالملك الحوثي. وكان متوقعاً أن يبحث مجلس الأمن مساء أمس فرض عقوبات على الرئيس السابق وقياديين حوثيين بناء على طلب أميركي، في وقت يشهد اليمن تدهوراً أمنياً يعتبر سابقة، نتيجة الفراغ الحكومي وتمدُّد المسلحين الحوثيين في المحافظات، وخوضهم مواجهات عنيفة مع مسلحي تنظيم «القاعدة» وقبائل مناصرة له في مناطق عدة وسط غرب البلاد. وأدى المتظاهرون المؤيدون لعلي صالح صلاة الجمعة في ميدان التحرير وسط صنعاء، ثم توجهوا في مسيرة حاشدة إلى منزله في حي حدة حيث استقبلهم وألقى فيهم كلمة مقتضبة عبر فيها عن شكره لهم، وحضهم على مواصلة الاحتجاجات. وانطلقت في الوقت ذاته تظاهرات أخرى مؤيدة للرئيس السابق في مدن حجة وتعز وإب والحديدة. ورفعت المسيرات التي نظمتها «اللجنة الشعبية للتصدي للهيمنة الخارجية» صور علي صالح ونجله الأكبر أحمد، وأعلام حزب «المؤتمر الشعبي»، ولافتات ترفض التدخل الأجنبي في الشأن اليمني. وانتشر جنود من قوات الأمن الخاصة والحرس الرئاسي في عدد من الأحياء القريبة من موقع المسيرة في صنعاء، وشوهد بين المتظاهرين مسلحون يرفعون شعارات الحوثيين وصور زعيمهم، في إشارة إلى التحالف غير المعلن بين حزب علي صالح والجماعة المتمردة. وكان «المؤتمر الشعبي» (حزب صالح) دعا أنصاره إلى التظاهر احتجاجاً على «رسالة من السفير الأميركي في صنعاء تلقاها عبر وسيط ديبلوماسي، أنذرت علي صالح بمغادرة البلاد قبل الساعة الخامسة» عصر أمس، الأمر الذي نفته الخارجية الأميركية وسفارتها في العاصمة اليمنية. وفي بيان وُزِّع بعد التظاهرات، دان أنصار الرئيس السابق بشدة «تصرف» السفير مطالبين الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية ب «موقف حاسم» من «التصرف الذي يمثّل خرقاً لكل الأعراف الديبلوماسية». وهددوا بتصعيد «شعبي» في حال فرض عقوبات على صالح أو أي مواطن يمني، محذّرين من «ردود فعل شعبية لا يمكن التنبؤ بها». أمنياً، أعلنت وزارة الدفاع مقتل القيادي في تنظيم «القاعدة» السعودي تركي العسيري المكنّى ب «مروان المكي»، ووصفته بأنه «أمير» التنظيم في محافظة لحج (جنوب). وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن «أكثر من 15 حوثياً سقطوا في هجوم للقاعدة ليل الخميس، استهدف حاجزاً أمنياً لهم في إحدى مناطق «قيفة» القبلية، القريبة من مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (جنوبصنعاء). إلى ذلك، أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الأخير على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية رداً على غارات جوية استهدفت قياديين في «القاعدة». وكشف في بيان نعى فيه القياديين البارزين نبيل الذهب وشوقي البعداني، أنهما قاتلا في العراق وسجنا في سورية قبل عودتهما إلى اليمن. ودعا التنظيم المسلمين إلى «النهوض ورفع السلاح في وجه أميركا»، متهماً الحوثيين بالتحالف مع واشنطن في الحرب، خلافاً لما تردده جماعتهم. واتهم زعيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي الحوثيين بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وإيران بهدف «القضاء» على السنّة. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن مواقع إلكترونية بثت شريطاً للوحيشي أمس يقول فيه إن «هدف الحملة الصليبية والرافضة الإيرانية القضاء على العناصر السنّية الفاعلة، وضرب المجاهدين الصادقين وتسليط العملاء». ويضيف: «في الركب سار الحوثيون في اليمن وتقاسموا الأدوار مع الإيرانيين والصليبيين ورسموا خريطة المعركة، الأميركان من الجو والحوثيون من البر». وتابع الوحيشي، وهو يمني: «بدل الموت لأميركا وإسرائيل، مات المسلمون وهدمت مدارس تحفيظ القرآن والمساجد والبيوت، وبقي الأميركان في السفارة والقواعد والعسكرية لم يمسّوها (الحوثيون) بسوء. وكانت جماعة الحوثيين اقتحمت مديريات العدين في محافظة إب (جنوبصنعاء) قبل يومين، وانتزعتها من قبضة «القاعدة» بعد مواجهات عنيفة تزامنت مع تمددها إلى الساحل الغربي، وصولاً إلى منطقة الخوخة والسيطرة على معسكر فيها للجيش من دون مقاومة، وسط أنباء عن وصول طلائع الجماعة إلى ميناء المخا، في طريقها إلى منطقة باب المندب.