نشب نزاع بين أعضاء في قوات النخبة بالبحرية الأميركية (نيفي سيل)، في شأن هوية الجندي الذي قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد بباكستان عام 2011. وحذر قائد «نيفي سيل» الأميرال براين لوسي وقائد العمليات مايكل ماغارتشي منتهكي سرية عمل الوحدة، وذكّرا بما يلتزم به اعضاؤها من انهم لا يكشفون نشاطهم ولا يسعون إلى نيل تقدير لأعمالهم. وابلغ روبرت اونيل، وهو عضو سابق في «نيفي سيل»، صحيفة «واشنطن بوست» انه هو الذي اطلق الرصاصة التي اودت بحياة بن لادن. وأبلغ الصحيفة أنه قرر الكشف عن اسمه، لخشيته من أن يسرّب آخرون هويته، علماً أن موقع «سوفريب» الذي يديره مقاتلون قدامى في نخبة البحرية الأميركية، كان أورد اسمه الإثنين الماضي، رداً على برنامج وثائقي عنوانه «الرجل الذي قتل بن لادن» ستبثّه شبكة «فوكس نيوز» الأسبوع المقبل، تكشف خلاله هوية أونيل. وأثار اعلان اونيل عن هويته سجالاً حاداً في واشنطن، إذ يلتزم عادة أعضاء القوات الخاصة سرية تامة في شأن عملياتهم ومهماتهم. وذكّر قادة تلك القوات زملاءهم بوجوب التكتّم. وقال اونيل انه بعد تنفيذ عملية قتل بن لادن عادت البحرية بالجثة الى أفغانستان، وكان يتناول طعام الافطار ذلك الصباح ويستمع الى الرئيس باراك أوباما يعلن عن العملية، بينما ينظر الى جثة بن لادن الى جانبه في الغرفة الملاصقة. وأفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يراقب مواقع ووسائل إعلام يستخدمها متطرفون، أن جهاديين وجّهوا تهديدات بالقتل ضد روبرت أونيل. وكتب أحدهم بالعربية على موقع «تويتر» ومنتدى «المنبر» الذي يستخدمه جهاديون: «سنرسل إلى الذئاب المتوحدة صورة روبرت أونيل الذي قتل الشيخ أسامة بن لادن». وكتب آخر بالعربية والإنكليزية: «إلى أحبابنا المسلمين في أميركا، هذه فرصتكم لدخول الجنة». وقال أونيل ل «واشنطن بوست» إنه كان في «الموقع الثاني» على رأس قوة خاصة عند اقتحام غرفة بن لادن الذي ظهر أمام الباب، لكن الجندي في المقدمة لم يُصبه. وأضاف: «تجاوزته ودخلت الغرفة عبر فتحة الباب. بدا بن لادن مرتبكاً، وهو أطول مما كنت أتوقع. كان واقفاً وراء إحدى زوجاته ويدفعها إلى أمام، مستخدماً إياها درعاً. في تلك اللحظة أطلقت النار عليه، مرتين في جبينه، وفي المرة الثانية وقع وزحف على الأرض أمام سريره، وأطلقت النار مرة أخرى». وتابع أنه تأكد من هوية بن لادن، على رغم الظلام، بفضل نظارات الرؤية الليلية، مشيراً إلى انفتاح جمجمته و «شاهدته يلفظ أنفاسه الأخيرة». لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر مقرّب من عضو آخر في «نيفي سيل» دحضه ادعاء أونيل، مشيراً إلى أن هذا العضو أبلغه أن الرصاصة المميتة أطلقها أحد رجلين آخرين دخلا الغرفة قبل أونيل. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أونيل أقرّ بأن بن لادن تعرّض لإطلاق النار من اثنين آخرين على الأقل من أعضاء الكوماندوس، بينهما مات بيسونيت، وهو عضو سابق في «نيفي سيل» أصدر عام 2012 كتاباً عن عملية قتل زعيم «القاعدة» عنوانه «ليس يوماً سهلاً»، باسم مستعار هو مارك أوين. وأبلغ بيسونيت شبكة «أن بي سي»، في إشارة إلى رواية أونيل: «شخصان مختلفان يرويان صيغتين مختلفتين للأحداث لسببين مختلفين. لا يهم ما يقوله (أونيل)، ولا أريد أن أتطرق إلى ذلك». وكان بيسونيت تعرّض لتحقيق جنائي بسبب خرق محتمل لقانون تجسس أميركي، إذ لم ينل موافقة مسبقة من وزارة الدفاع قبل نشر كتابه. وقد يتعرّض أونيل لتحقيق مشابه، علماً أنه حاز 24 وساماً منذ انضمامه إلى البحرية عام 1996. وكانت مجلة «إسكواير» نشرت العام الماضي مقابلة مع عضو في «نيفي سيل» يُعتقد بأنه أونيل، ادعى أنه أطلق النار على بن لادن، ولم يذكر اسم بيسونيت. لكن بيتر بيرغين، وهو محلل في شبكة «سي أن أن» خبير في شؤون «القاعدة»، نقل عن عضو سابق في قوات النخبة أن رواية المجلة «كاذبة».