بعد مرور ثلاثة أعوام وبضعة أشهر على قتل القوات الأمريكية، أسامة بن لادن، مؤسِّس وزعيم تنظيم القاعدة، في مخبئه في أبوت أباد في باكستان، تحفّظ الأمريكيون على عدم الكشف عن الذين أقدموا على قتل "ابن لادن"، حتى يبقى قاتله مجهولاً، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" كشفت تصريحات روبرت أونيل، الذي يزعم أنه هو الذي قتل "ابن لادن" مباشرةً، وأنه هو الذي أطلق "الرصاصة القاتلة"، والذي يصف بأن دماغ "ابن لادن" تتطايرت معها، ليعلن أنه البطل، كما يزعم في تصريحاته للصحيفة. وأعلن روبرت أونيل البالغ من العمر 38 عاماً لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه مَن قتل "ابن لادن" برصاصةٍ في الرأس في الثاني مايو 2011، خلال عمليةٍ في أبوت أباد في باكستان.
وأضاف "أونيل" أنه قرّر الكشف عن اسمه بعد تسريبٍ على موقع "سوفريب" لقُدامى مقاتلي وحدات النخبة في البحرية الأمريكية، وكان التسريب رداً على برنامجٍ وثائقي بعنوان "الرجل الذي قتل بن لادن"، والذي تعتزم "فوكس نيوز" بثّه يومي 11 و12 نوفمبر، والكشف فيه عن هوية "أونيل"، ويلتزم عادةً هؤلاء الجنود السرية التامة حول عملياتهم ومهماتهم.
وقال "أونيل" المتحدر من مونتانا (شمال غرب)، في حديثه إلى صحيفة "واشطن بوست"، إن جنديين آخرين أطلقا النار أيضاً على "ابن لادن".
وأضاف "أونيل"، الذي تلقّى أوسمةً عدة، إنه كان في الموقع الثاني على رأس قوةٍ خاصّة عند اقتحام غرفة "ابن لادن"، الذي بدا للحظة عند الباب، إلا أن الجندي في المقدمة فشل في إصابته.. وقال: "تقدّمت أمامه للدخول إلى الغرفة عند فتحة الباب. و"ابن لادن" كان واقفاً وراء امرأة ويدفعها إلى الأمام بيديه".
وأضاف أنه تمكّن من تبين هوية "ابن لادن" بوضوحٍ رغم الظلام، وذلك بفضل نظارات الرؤية الليلية التي كان يضعها، وأطلق النار عليه.
وأوضح أنه كان من الواضح أن "ابن لادن" قُتل لأن دماغه تطاير، وأضافت الصحيفة أن جنديين آخرين من الوحدة نفسها أكدا هوية الجندي السابق.
وتابعت أن "أونيل" الذي تساءل طويلاً حول ما إذا كان يتعيّن عليه الكشف عن هويته مع أنها كانت معروفةً في الأوساط العسكرية وفي الكونغرس، ولدى اثنين من وسائل الإعلام على الأقل.
وقرر "أونيل" الخروج من الظل أخيراً تخوفاً من حصول تسريباتٍ أخرى، وبعد أن التقى ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك.. قال إن "أسر الضحايا قالوا لي إن (مقتل ابن لادن) منحهم نوعاً من العزاء.
وكانت شبكة "فوكس نيوز" قد أعلنت أنها ستبث هذا الشهر فيلماً وثائقياً يكشف هوية الجندي في وحدة النخبة "نيفي سيلز" الذي قتل أسامة بن لادن في عام 2011.. وسيبث الفيلم الوثائقي وعنوانه "الرجل الذي قتل أسامة بن لادن" على حلقتيْن يومي 11 و12 من شهر (نوفمبر)، وسيروي فيه الجندي خصوصاً آخر لحظات زعيم تنظيم القاعدة وما جرى عندما لفظ أنفاسه الأخيرة.
كما سيتضمّن الفيلم الوثائقي مقطعاً من المراسم "السرية" التي أُقيمت وقدمت خلالها القوات الخاصّة القميص الذي كان يرتديه خلال المهمة إلى نصب ومتحف (11 سبتمبر) الوطني في نيويورك.
وبعد أيامٍ من إعلان شبكة "فوكس نيوز"، أنها ستبث برنامجاً تسجيلياً مع الجندي، الذي يزعم أنه قتل "ابن لادن"، كتب قائد قيادة الحرب البحرية الخاصّة الأميرال بريان لوسي، رسالةً إلى جنوده يُدين فيها كل مَن يسعى إلى الشهرة والثروة من خلال الكشف عن تفاصيل مهام سرية.. وحذّر القائد في هذه الرسالة التي حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخةٍ منها من أنه ستكون هناك ملاحقة قضائية لمَن ينتهكون هذا القانون عمداً من خلال كشفهم عن معلومات سرية.
يُذكر أن قوةً من وحدة "نيفي سيلز" قتلت زعيم تنظيم القاعدة في غارةٍ على مخبئه في أبوت أباد قرب إسلام أباد، بباكستان، في شهر (مايو 2011)، ولم تُسجل خسائر في صفوف الوحدة الأمريكية التي نفّذت العملية، وقتلت "ابن لادن" وأربعة أشخاص آخرين في المجمع، حسب المصادر الأمريكية.