هددت «حركة الشباب» الصومالية في اليوم الرابع لهجومها الإرهابي على مجمع «وست غايت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي، باعتداءات جديدة في كينيا، إذا لم تسحب سلطاتها قواتها التي تقاتل منذ العام 2011، المتمردين الإسلاميين في الصومال. في الوقت ذاته، دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال، نيكولاس كاي، المجموعة الدولية إلى تكثيف حملتها ضد «الشباب»، واصفاً الهجوم في نيروبي الذي يرجح أن يزيد عدد قتلاه عن 69، بأنه «ليس مفاجئاً». وبعدما أعلنت الحركة على حسابها على «تويتر» أنها ما زالت تحتجز رهائن أحياء في المجمع التجاري، ما اضطر السلطات الكينية إلى التراجع عن إعلان سيطرتها على المجمع، وتوضيح أنها «تلاحق عنصراً أو اثنين من المهاجمين في إحدى طبقاته العليا»، قال الناطق باسم الحركة الشيخ علي محمود راجي في تسجيل صوتي: «إذا أرادت الحكومة الكينية ومن دار في فلكها، السلم والأمان، فيجب أن يخرجوا من الصومال، ويوقفوا تدخلهم في شؤوننا ويطلقوا أسرانا، ويمتنعوا عن محاربة ديننا». وشدد على أن الهجوم «رد صريح على ما يعانيه مسلمو الصومال من التدخل السافر في شؤونهم. وهو أول الغيث، وانتظروا أياماً سوداً». وعلى هامش جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول الصومال، دان مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال هجوم نيروبي، وقال: «نهج الأممالمتحدة ونهجي حيال حركة الشباب يتمثل في ضرورة تكثيف حملتنا العسكرية ضدها، ولكن السياسية والعملية أيضاً». وأشار إلى أسباب «تدفع إلى التفاؤل الحذر بالوضع السائد في الصومال، وبينها توسيع الحكومة سيطرتها على البلاد. ولكن، لا تزال هناك تحديات، والأمن يبقى التحدي الأول وضبط حركة الشباب والتصدي لها هو أساس ذلك». وكشف نيكولاس كاي مبعوث الأممالمتحدة، الديبلوماسي البريطاني السابق، أنه سيتوجه إلى نيويورك قريباً لمطالبة المنظمة الدولية بأموال إضافية لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم)، وقال: «بعثة الأممالمتحدة يجب أن تملك 12 مروحية، وليست لديها أي مروحية. إن تجاهل الوضع سيكلف غالياً». كما شدد على ضرورة إيجاد حلول للمساعدة في إعادة دمج «الشباب الصوماليين». ووعد أراستوس موينشا، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ب «تكثيف مكافحة حركة الشباب»، فيما طالب رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون بتقديم دعم دولي لبلاده لتستطيع محاربة متشددي الحركة. لكنه استدرك أن «الحل العسكري لا يكفي وحده، ومن الضروري إيجاد وظائف للشبان، وطرح المبادرة الصومالية لتشجيعهم على ارتياد المدارس». في نيويورك، أبدى بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، قلق واشنطن من معلومات كشفتها وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد عن مشاركة أميركيين من مينيسوتا في هجوم نيروبي، وقال: «نتابع باهتمام بالغ منذ فترة مساعي حركة الشباب لتجنيد أميركيين أو أشخاص يقيمون في الولاياتالمتحدة للذهاب إلى الصومال». أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فتعهد أن تبقى كينيا ركيزة الاستقرار في المنطقة، وأن تقف أميركا مع الكينيين ضد هذا «الغضب الرهيب».