أعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الموجود في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية ال68 للأمم المتحدة، أن «الفرصة المعطاة لتشكيل حكومة توافقية طالت كثيراً ومن الان وحتى بداية تشرين الاول (اوكتوبر) المقبل سنتحمل الرئيس المكلف تمّام سلام وانا مسؤولياتنا لتشكيل حكومة. يجب قيام سلطة اجرائية شرعية مع توقع الانتخابات الرئاسية بين اذار وايار المقبلين. وقال لجريدة «لو فيغارو»: «لبنان نجح حتى الآن في عدم الانجرار إلى صراعات داخلية»، معرباً عن ثقته ب «الاستمرار في تجنب عدوى الأزمة السورية على رغم تصاعد حدة الصراعات الطائفية التي تؤججها». وتمنى سليمان أن «يؤدي الاتفاق الذي جرى التوصل إليه حول الأسلحة الكيماوية السورية إلى حل سياسي، فمصلحة لبنان هي في أن يحل السلام في سورية». وعما أشيع عن نقل اسلحة كيماوية إلى «حزب الله»، اعتبر سليمان «أن الحزب نفسه لا يريد ذلك»، مشيراً الى أنه «سبق أن انتقد رسمياً تدخّل حزب الله في سورية وطلب منه أن يبلغ عناصره بضرورة تطبيق سياسة لبنان بعدم التدخّل في الحرب في سورية». وعن مسألة النازحين السوريين الى لبنان، لفت سليمان الى أنه جرى تسجيل أكثر من 800 ألف نازح رسمياً، اضافة الى 300 ألف من العمال السوريين وينضم اليهم 90 ألفاً من النازحين الفلسطينيين الذين استقروا في لبنان، ما يجعل نسبة النازحين السوريين والفلسطينيين بالنسبة الى عدد سكان اللبنانيين «تشكل أكثر من 35 في المئة من الشعب اللبناني، ما يتجاوز قدرة لبنان على الاستيعاب». وعن كيفيّة إقناعه مجموعة أصدقاء لبنان بمساعدة الجيش اللبناني الذي تربطه علاقات مع «حزب الله»، قال سليمان: «من يعتقد أنّ الجيش اللبناني يخضع لنفوذ حزب الله مخطئ»، مشدّداً على أنّ «تزويد الجيش بوسائل دفاع جوّي ونظام مدفعي فاعل، هو الوسيلة الوحيدة لإقناع حزب الله بالاستغناء عن سلاحه». وإذ لفت إلى أنّه لا يستعمل «كلمة «تجريد» من السلاح «لكون حزب الله لعب دوراً أساسياً في تحرير القسم الأكبر من لبنان عام 2000 من الاحتلال الاسرائيلي، في حين بقيت قرارات الأمم المتّحدة حبراً على ورق أكثر من 22 عاماً»، قال إنّ «الجواب على مسألة السلاح سيكون في مشروع الاستراتيجيّة الدفاعيّة الذي قدّمته لطاولة الحوار الوطني اللبناني والذي رحّب به الأمين العام للأمم المتّحدة (بان كي مون)». وعن «تصاعد التطرّف السنّي»، اعتبر سليمان أنه «حقيقة ولكنه محدود، فالجماعات الإرهابية لم تنجح في إعادة تجمّعها منذ حرب نهر البارد، ولبنان لا يؤيّد التطرّف السنّي أو غيره من الطوائف». وأوضح أنه «منذ انتهاء الاحتلال السوري عام 2005، ولبنان يواجه الجمود المؤسساتي، والاجتماع في نيويورك هو تلبية للمبادرة الفرنسية. عانى لبنان من أضرار بالغة بسبب الحرب السورية، وأنفق 7 بلايين ليرة وفقاً للبنك الدولي، ونحن بحاجة إلى دعم دولي، لا سيما ان المنطقة كلها تمر في حال اضطراب كامل، ومن مصلحة الجميع مساعدتنا من خلال الدعم المادي للنازحين السوريين». وكان سليمان التقى في مقر اقامته في نيويورك، رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي وبحث معه، وفق بيان لإعلام القصر الجمهوري، «في التعاون القائم بين لبنان والاتحاد الاوروبي والمساعدات التي يقدمها الاتحاد للبنان، بالإضافة الى موضوع تنامي عدد اللاجئين السوريين الذي بات يفوق طاقة لبنان وقدرته على الاستيعاب». ونوه رومبوي بالجهود التي يبذلها سليمان «للحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية وتمسكه بنهج الحوار والتوافق». وبحث سليمان مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في العلاقات بين لبنان والجامعة، «والمساعي والاتصالات التي تقوم بها والدول العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. كما تطرق البحث الى موضوع النازحين السوريين».