توقع وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر التزام نظام الرئيس بشار الأسد بنحو 90 في المئة من الاتفاق الأميركي-الروسي حول الترسانة الكيماوية لتفادي عواقب عدم الالتزام الكامل. وقال أن نتائج الاتفاق ستكون «أساساً للمرحلة الانتقالية»، وأن إخراج السلاح الكيماوي من سورية والتعاون مع الولاياتالمتحدة يصبان في مصلحة موسكو. وقال كيسنجر، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، أن الاتفاق الروسي - الأميركي: «قد تأتي بنتائج جيدة تصبح أساساً لمرحلة انتقالية في سورية نحو سلام نسبي في نهاية المطاف، وهذا في مصلحة المجتمع الدولي». وتوقع التزام الحكومة السورية بنحو 90 في المئة من الاتفاق والنظام السوري «قد يتشدد قليلاً إنما سيكون هناك الكثير من المجازفة على المستوى الدولي إذا امتنع عن تنفيذ» الاتفاق. وعن العلاقة الأميركية-الروسية، قال كيسنجر إن «الروس يسعون وراء مصالحهم والرئيس فلاديمير بوتين أدرك أن إخراج السلاح الكيماوي من سورية هو في مصلحة روسيا». ورأى أن «التهديد الأمني الأكبر بنظر بوتين هو التطرف الإسلامي ولا يريد من الولاياتالمتحدة أن تبدو مهمشة في الشرق الأوسط لأن هذا سيحتم عليه التعامل مع المتطرفين الإسلاميين». وقال كيسنجر (90 سنة) إن هناك "ضرورة روسية وأميركية للتعاون وخصوصاً إذا نظرنا في الوضع على المدى الطويل في روسيا وحدودها وهذا يدفع بالثقة إنما ليس بتغيير مفاجئ لوجهات النظر». وأعطى كيسنجر تقويمه للسياسة الأميركية في سورية، مشيراً إلى أنه كان من بين القلة الذي اعترض بداية على نهج إدارة الرئيس باراك أوباما وأن "التركيز على تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد من السلطة لم يكن السبيل الأفضل للتعاطي مع الأزمة لأن المشكلة في سورية هي مذهبية وليست فقط حول ديكتاتور واحد في السلطة». واعتبر أن «إطاحة شخص واحد من السلطة لن تحل المشكلة بل (الحل يكمن في) تعايش مجموعتين في شيء من السلام. لذلك فان انتصاراً كاملاً لأي طرف على الآخر سيؤدي على الأرجح إلى مجزرة». وفي الملف الإيراني، اعتبر أن أي لقاء وشيك بين أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني «ليس مناسباً من حيث التوقيت الآن» لأن «إيران تبني وبطاقة كبيرة برنامجاً نووياً. ومن الأفضل لو أن اللقاء الرئاسي تم بعد نهاية إنجاز ديبلوماسي ولو أن الأمر مغر». ولم يشكك كيسنجر بالقوة الأميركية، واعتبر أن واشنطن «يمكنها أن تفعل الكثير إذا سوت أمورها الاقتصادية. وإذا كنت لاعب شطرنج ولديك حجران الأول هو باقي العالم والثاني هو أميركا، فستلعب الحجر الأميركي».