تعتزم الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية تحقيق توسعات إقليمية طموحة بمساندة التقنيات الحديثة، وفقاً لدراسة جديدة شملت مناطق عدة في أنحاء العالم وتم عرضها خلال مؤتمر شركة «ساب» حول الشركات الصغيرة والمتوسطة والذي نظمته في مدينة إسطنبول التركية أخيراً. وأوضحت الدراسة التي أعدتها شركة «أكسفورد إكونوميكس» بعنوان: «الشركات الصغيرة والمتوسطة مجهزة للمنافسة»، أن ثلثي الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة (63 في المئة)، أكملت أو هي تجري حالياً أو تخطط لإجراء تحوّل في الأعمال التجارية، في حين تخطط 65 في المئة من هذه الشركات لدخول أسواق جديدة، أي ما يقرب من ضعف المعدل العالمي البالغ 37 في المئة. ولا تتوقع أية شركة سعودية مشاركة في الدراسة أن تعمل منفردة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، في حين أن عدد الشركات العاملة في ستة بلدان أو أكثر سيرتفع ما بين 16 و41 في المئة. وقالت إن مجموعة من التقنيات الحديثة والمؤثرة ستغذي مثل هذه الطموحات، إذ قال نحو ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة (31 في المئة)، بحسب الدراسة إنها تستخدم تقنيات الحوسبة السحابية، وهو رقم مرشح للزيادة إلى 54 في المئة خلال ثلاثة أعوام، أي بمعدل نمو سنوي قدره 72.4 في المئة، فيما قالت 57 في المئة من الشركات إن السحابة ستقدم لها ميزة تنافسية متفوقة خلال ثلاثة أعوام. وذكرت 37 في المئة من الشركات المستطلعة آراؤها في الدراسة البحثية أنها تستعمل حالياً التقنيات المتنقلة، ومن المنتظر أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 53 في المئة خلال ثلاثة أعوام، وهي الفترة التي قالت 52 في المئة من الشركات إنها ستشهد تقديم تقنيات الحوسبة المتنقلة ميزة تنافسية كبيرة. وبحسب الدراسة، فإن 66 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية زعمت أنها ستستثمر في التقنيات عندما يكون هناك عائد واضح على الاستثمار، وتشكل البرمجيات المرتبطة بإدارة الأعمال أولوية الاستثمار الحالية للشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة بنسبة 52 في المئة، أما البرمجيات المرتبطة بتحليلات الأعمال التجارية فنسبة من يعتبرها أولوية من الشركات 45 في المئة، وبرمجيات الحوسبة السحابية 37 في المئة. وفي ما يتعلق بوسائل الإعلام الاجتماعي أشارت الدراسة إلى أهميتها، إذ قالت 37 في المئة من الشركات إنها تستخدمها حالياً، فيما أشارت 43 في المئة منها إلى أنها ستستخدمها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، واعتبر نحو نصف المستطلعة آراؤهم من الشركات الصغيرة والمتوسطة (49 في المئة)، أن وسائل الإعلام الاجتماعي ستقدم لها ميزة تنافسية بحلول العام 2016. وقال المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحمد الفيفي، خلال مؤتمر «ساب» المزود الرائد عالمياً لحلول البرمجية الشاملة والمتكاملة للشركات، حول الشركات الصغيرة والمتوسطة، إن تلك الشركات في السعودية لا تكتفي بالنمو وخلق فرص عمل جديدة في المملكة، وإنما تتطلع إلى التوسع خارجها لاقتناص الفرص الإقليمية الجديدة المتاحة أمامها، موضحاً أن قدراً كبيراً من نمو هذه الشركات تغذيه التقنيات الملهمة لرؤى وأفكار إبداعية والمقدمة لمرونة كبيرة والمتيحة لتنافسية شاملة. وأضاف أن من المتوقع أن تستمر الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة في لعب دور حيوي دافع للنمو الاقتصادي للبلاد، التي تحرص على أن يكون للشركات الصغيرة والمتوسطة أثر بالغ في خفض معدل البطالة. وكانت «ساب» شددت خلال المؤتمر الذي عقد في مدينة إسطنبول، على التزامها تجاه مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على فتح آفاق جديدة للابتكار والتنافسية. وذكر النائب الأول للرئيس لقنوات التوزيع ونظام التعاون لدعم المنتجات الجديدة لدى «ساب» أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المحرك الأساس والحيوي لدفع عجلة نمو الاقتصاد الإقليمي.