توجهت عدد من الشركات المطورة لحلول أنظمة المعلومات إلى توسيع دائرة أعمالها وخدماتها عبر توفير الحلول التقنية بكافة أنواعها وخاصة حلول «ERP» والحوسبة السحابية للشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوسيع شريحة المستفيدين لهذه الحلول. ويجمع اقتصاديون على أن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى أن تبرز فيه الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم بدورها المؤثر والمحفز، كون أن التوجه الاقتصادي في كثير من الدول يعتمد في المرتبة الأولى على المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأكد أحمد الفيفي المدير التنفيذي لإحدى شركات حلول التقنية أن التقدم الهائل في حلول الأعمال الداعمة للتنقلية والحوسبة السحابية وتحليل الأعمال يصب نحو تعزيز تنافسية هذه الشريحة بالغة الأهمية من الشركات من خلال تزويد قادة ورواد الأعمال بأفضل الحلول التقنية الكفيلة بتوفير معايير غير مسبوقة من الشفافية والرؤية المتعمقة على امتداد الأعمال، وتوافر البيانات الدقيقة الداعمة للقرارات المؤسسية في أي زمان ومكان. سيتجنب كثير من رجال وسيدات الأعمال، خصوصاً في الشركات الصغيرة والمتوسطة التحول من خدمات تقنيات المعلومات التقليدية إلى الحوسبة السحابية. وتابع الفيفي « بإمكان الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم أن تلعب دوراً كبيراً على صعيد استحداث الوظائف بالمملكة، ويزداد أثر هذا الدور مع ازياد استخدام تلك الشركات لأحدث التقنيات، إذ تشير التوقعات أن معدل البطالة يبلغ نحو 10 بالمائة بين السعوديين، وهذا المعدل يرتفع إلى ما يقارب الأربعة أضعاف في أوساط الشباب مقارنة بالفئات العمرية الأخرى». وأشار إلى أن الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم فرصاً هائلة لتعزيز تنافسية وربحية الأعمال، خصوصاً وأن تقريراً نشره البنك الدولي مؤخراً يشير إلى أن الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم تشكل ما يعادل 90 بالمائة من إجمالي الشركات السعودية، إلا أن مساهمتها لم تتعد بعد تقديم ربع إجمالي أعداد العمالة في المملكة ونحو ثلث إجمالي الناتج القومي المحلي. وأشار حسام المدني المدير العام لشركة تقنية إلى أن تسارع وتيرة اعتماد التقنيات الحديثة وخاصة الحوسبة السحابية في قطاع الأعمال هو اتجاه عالمي لما توفره هذه التقنية من اعتمادية عالية في توفر الخدمات التقنية بتكلفة اقتصادية مقارنة بالتطبيقات التقليدية، إذ إن أسباب تحول الشركات من خدمات تقنية المعلومات التقليدية (كاستضافة خوادم خاصة وتحميل تطبيقات مستقلة) الى خدمات التقنيات السحابية كثيرة ومنها توفير مالي في مصروفات إدارة وصيانة قطاع تقنية المعلومات، وارتفاع نسبة توفر وأداء واعتمادية مركز الخدمات والمعلومات و ارتفاع نسبة حماية المعلومات وسهولة الوصول لها من أي مكان، إضافة إلى سهولة تبني واستخدام تطبيقات برمجية (في المحاسبة، إدارة الموارد، تحليل البيانات) بمرونة عالية. وأضاف المدني:» انتقال الشركات إلى الحوسبة السحابية سيؤدي الى توفير في مصاريف إدارة وصيانة قطاع تقنية المعلومات، بالإضافة الى الاستغناء عن المبالغ العالية التي يلزم استثمارها في بناء بنية تحتية تقليدية قد لا تستغل بشكل كامل، وقصر المصاريف التشغيلية لقطاع المعلومات على الخدمات المستخدمة فعلياً داخل الشركة، كما قطاع خدمات الإنترنت لقطاع الأعمال شهد تطورا كبيرا في الأعوام الماضية الا أنه مازال أمامه الكثير من الفرص لتحسين سرعة الخدمة المقدمة، وجودة أدائها، وتوفير دعم تقني وخدمة عملاء أفضل بأسعار أقل، وبدون توافر هذه العوامل، سيتجنب كثير من رجال وسيدات الأعمال، خصوصا في الشركات الصغيرة والمتوسطة التحول من خدمات تقنيات المعلومات التقليدية إلى الحوسبة السحابية. وأشار إلى أن هناك اعتقادا سائدا عند العديد من رجال وسيدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة أن الحفاظ على بيانات شركاتهم في خوادم خاصة مرتبطة بالشبكة داخل الشركة يحافظ على سريتها وخصوصيتها بنسبة أكبر من تواجدها في خوادم سحابية، وهذا الاعتقاد خاطئ لأن نسبة تعرض الخوادم المرتبطة بالإنترنت لعمليات هجوم وفايروسات أكبر وقدرتها على مواجهة هذه الخدمات أقل بكثير من قدرة الخدمات المقدمة من شركات كبيرة في قطاع التقنيات السحابية وبتكلفة أقل. وفي سياق متصل كشف تقرير لمؤسسة «جارتنر» البحثية والاستشارية العالمية إنه من المتوقع أن ينمو سوق الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم بأكثر من تريليون دولار بحلول عام 2014، وبمعدَّل نمو سنوي مركَّب 5.7 بالمائة على مدى خمسة أعوام، يتوقع خبراء المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية «آي دي سي» أن ينمو سوق حلول تخطيط الموارد المؤسسية المصممة لدعم الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم لتبلغ قيمته 31.3 مليار دولار بحلول العام 2014 ومعدل نمو سنوي مركّب 6.1 بالمائة). ومن المؤشرات المشجعة أن الشركات متوسطة وصغيرة الحجم أنفقت نحو 2.85 مليار دولار أمريكي على التقنية المعلوماتية خلال العام الماضي ، أي ما يعادل 33 بالمائة من كامل إنفاق المملكة على حلول التقنية المعلوماتية خلال العام الماضي، ويتوقع خبراء المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية «آي دي سي IDC» أن يبلغ معدل النمو السنوي المُركَّب 12.6 بالمائة خلال الأعوام الخمسة القادمة.