في رائعة الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلهو «إحدى عشرة دقيقة» يعرض فيها كيف أنك تستطيع أن تصنع المعجزة وتفوز بالحياة التي تريد خلال 11 دقيقة، بل يجعلك تؤمن أن الحياة الأجمل لا تحتاج أكثر من 11 دقيقة لتحصل عليها! وعندما حدثت «11 سبتمبر» في أميركا تغير شكل العالم كله، وما زال العالم يدفع ثمن تلك ال11. إنه الرقم 11 وما يفعل، أول درجات العشرات لا يحب إلا نفسه والرقم واحد فقط، ولا يقيم تفاعلات أخرى مع غيره. من يستطيع الظفر به سيغير كل شيء لا محالة. وهذا ما فعله هلال سامي ليلة الكلاسيكو الشهير مع غريمه الاتحاد، فمن خلال 11 دقيقة أبطل كل شيء في الاتحاد، بل وتعداه إلى جاره النصر وأبطل مشروعه للوصول إلى الصدارة. في 11 دقيقة جاء هلال سامي ليفرض مشروعه الصحوي في الرياضة السعودية، وليجعل الكل يعيد كل حساباته في التعامل مع المتغير الهلالي. الهلال اليوم أشبه بنظرية العولمة التي ما إن اطلقت قبل عقود حتى قوبلت بالرفض والتعنت من البعض، ولكن لأنها للكبار فقط، أثبتت الأيام أن قطار العولمة إن لم تركبه سيدهسك. وهذا ما ينتظر الوسط الرياضي مع الهلال، الهلال لا يريد سوءاً بأحد، لكنه لا يريد الحياة وسط حمقى وأغبياء، لا يريد أن تتجاوز المنافسة المستطيل الأخضر وتتعداه إلى الغرف المظلمة والمكاتب السوداء والاستراحات النكراء! لا يريد أن تتحول الرياضة إلى مشروع تدميري بل يريدها أن تكون أداة تنويرية للكل داخل وخارج الوسط الرياضي. هلال سامي، ولا بد من التأكيد على هذا المسمى «هلال سامي» منعطف مهم في التاريخ الرياضي السعودي يشبه فوزنا بكأس آسيا 84، تأهلنا لكأس العالم 94، وبعدها كل شيء بقي مكانه، وجاء سامي والهلال ليمنحا المشهد الرياضي بلاغة الفن والمتعة والفرح.. الأناقة في الأداء والمحتوى والهدف. في 11 دقيقة مساء الجمعة الماضية، قدم هلال سامي أوراقه كمشروع تنموي للرياضة السعودية. في 11 دقيقة، يخبرنا هلال سامي أن إيمانك بنفسك وبما تملك سيغير كل حالٍ حواليك بتوفيق الله لك وانتصاراً للشرعية الزرقاء الممتدة طولاً وعرضاً. تذكروا أن 11 دقيقة هي الروزنامة الحقيقة للفرح متى ما كان كل شيء أزرق حواليها نبضاً وروحاً وجسداً ومعنى. [email protected]