اسطنبول (تركيا) - ا ف ب - لقي 31 شخصا على الاقل حتفهم الثلاثاء والاربعاء في الفيضانات الناجمة عن الامطار الغزيرة التي هطلت على اسطنبول وشمال غرب تركيا. واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الاربعاء حصيلة 26 قتيلا في اسطنبول وخمسة في محافظة تكيرداغ المجاورة اضافة الى تسعة مفقودين اثر امطار غزيرة تساقطت على المدينة منذ يومين. وقد قضى 23 من الضحايا في يوم الاربعاء فقط في اسطنبول. وعثر على جثث 13 شخصا على جانب الطريق المؤدي الى مطار اتاتورك الدولي بين شاحنات كبيرة وسيارات انقلبت بفعل دفع المياه. وجرفت المياه التي غمرت الطريق السريع على امتداد كيلومتر شاحنات وسيارات كانت متوقفة في كاراج بالقرب من حي باشاكشهر مما فاجأ السائقين الذين امضوا الليل داخل سياراتهم على ما افاد مصور لوكالة فرانس برس شاهد اخراج جثتين. وفضلا عن جثث السائقين عثر في المكان ايضا على جثث عنصر امني في الموقف وعلى راعي خراف يقيم في الجوار على ما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية. كما عثر على سبع جثث في حي هلكالي المجاور حيث فاجأت الفيضانات حافلة صغيرة تقل عمال نسيج. واوضح حاكم اسطنبول معمر غولر لتلفزيون سي ان ان-ترك انه "عثر على الحافلة الصغيرة تحت المياه وسبعة من ركابها فقدوا حياتهم" مشيرا الى ان ثلاثة اخرين جالسين في مقدم الباص تمكنوا من الخروج منه. واكد الحاكم ايضا العثور على جثتين في قبو مصنع للنسيج في هلكالي. ووصف الرئيس عبد الله غول في تصريح اوردته وكالة انباء الاناضول الكارثة بانها "اخطر فيضانات تشهدها اسطنبول". وقال غولر "انها كارثة لا تحصل الا مرة كل قرن. فقد هطلت امطار على اسطنبول في يوم ونصف اليوم ما يساوي ثلث الامطار السنوية". وحذر اردوغان من جهته من مساوىء تخطيط مدني غير منضبط في المدينة التي تعد 12, 5 مليون نسمة. وقال "ان شيدنا مباني في مجرى نهر, وان وسعنا هذه الابنية فيتوجب الا يغيب عن بالنا (...) ان تفاعل النهر يمكن ان يكون مريعا: وهذا ما حصل اليوم". وقد غمرت المياه ما لا يقل عن 1800 منزل ومبنى كما اكدت خلية الازمة التي شكلها رئيس الوزراء. وقدرت شركات التأمين الاضرار بحسب وكالة الاناضول بما بين 70 و150 مليون دولار (48 الى 103 مليون يورو). وفي احياء عدة خلفت الكارثة مشاهد عمليات نهب كما ذكرت وكالة الاناضول. واكدت بلدية اسطنبول تعبئة نحو 900 رجل اطفاء واغاثة على متن نحو 220 سيارة و30 زورقا مطاطيا لانقاذ المنكوبين مشيرة في الوقت نفسه الى انقاذ اكثر من الف شخص منذ وقوع الكارثة. وشاركت ست مروحيات للجيش في عمليات الاجلاء. وكان ثلاثة اشخاص لقوا مصرعهم الثلاثاء في ضاحية اسطنبول وخمسة اخرون في محافظة تكيرداغ فيما هبت عاصفة في البحر الاسود مما ادى الى غرق سفينة شحن كمبودية. ويتوقع ان تنتقل الامطار الغزيرة نحو الشرق لتتراجع قوتها تدريجيا لكن يتوقع ايضا ان تشهد اسطنبول طقسا رديئا مجددا الجمعة والسبت.