أعلن السفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيبقى مغلقاً حتى عودة السلطة الفلسطينية الشرعية وحرس الرئيس محمود عباس إليه. وقال إن «المطلوب من حركة حماس أن تُعيد حساباتها تجاه مصر بعدما فقدت حليفها السوري». واعتبر الفرا خلال لقاء تلفزيوني مع قناة «إم بي سي مصر» ليل الجمعة - السبت أن «حماس لا تمثل إلا نفسها، وإلا فعليها أن تجري استفتاء على شعبيتها في غزة، لذلك عليها إعادة النظر في سياستها تجاه مصر وإرادة الشعب المصري». وطالب «حماس» بأن «تؤكد أنها فصيل فلسطيني فقط لا امتداد له لأنها في الحقيقة تُعد جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين، وأعلنت البيعة الى مرشد الإخوان». اغلاق المعبر وجاءت تصريحات الفرا بعد ساعات قليلة على اعلان المدير العام لهيئة المعابر والحدود في حكومة «حماس» ماهر أبو صبحة مساء الجمعة أن الجانب المصري أبلغ الهيئة إغلاق معبر رفح أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين حتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء. وكانت السلطات المصرية أعادت فتح المعبر، الذي يُعتبر النافذة الوحيدة للقطاع على العالم، الأربعاء والخميس الماضيين بعد اغلاق دام سبعة أيام. وعبّر وكيل وزارة الخارجية في حكومة «حماس» غازي حمد عن استهجانه من تصريحات الفرا. وقال في تصريح نشره الموقع الالكتروني لصحيفة «الرأي» الحكومية إن هذا التصريح «الغريب لا ينم إلا عن فقد المسؤولية الوطنية تجاه المواطنين، ويعكس الإصرار على زيادة معاناة الجمهور وقتل الأمل لديهم». وطالب السلطة «بوضع حد لتصرفات الفرا الذي اعتاد سياسة التحريض والافتراء على أهالي قطاع غزة». وجاء أقسى الانتقادات من النائب عن كتلة «التغيير والاصلاح» البرلمانية التابعة ل «حماس» مروان أبو راس الذي اعتبر أن مثل هذه التصريحات «تؤكد وقوف عباس وسلطته وسفاراته في التآمر على الشعب الفلسطيني وتضييق الحصار» على القطاع. وقال إن «عباس وممثليه يتلاعبون بمقدرات الشعب الفلسطيني ويتآمرون عليه مع الاحتلال وأعوانه، ما يدل دلالة قاطعة على أنهم وراء إغلاق المعبر وخنق الشعب الفلسطيني وتشديد الحصار عليه». وطالب «بالوقوف وقفة حاسمة في وجه عباس وسلطته ونزع الشرعية عنهم لتآمره في حصار القطاع وشعبه وخنقهما». ورأى أن «ليس أدل على ذلك من تصريح الفرا بأن المعبر لن يفتح الا بعودة حكومة عباس وحرسه للمعبر بعد اعلان السلطة القائمة في مصر عن اغلاق معبر رفح إلى اشعار آخر». واعتبر أن «عباس وحاشيته هم وراء إغلاق المعبر وخنق الشعب الفلسطيني وحصاره ومنع أصحاب الحاجات من المرضى والطلاب ومن لديهم إقامات وأصحاب المصالح». ادارة مشتركة للمعبر من جهتها، عرضت حكومة «حماس» تشكيل إدارة فلسطينية مشتركة مع السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح. ونسبت صحيفة «الرسالة» التابعة لحركة «حماس» وتصدر من غزة، الى المستشار السياسي لرئيس حكومة غزة يوسف رزقة قوله إن «الحكومة في غزة يمكن أن تتوصل الى اتفاق فلسطيني - فلسطيني جديد لإدارة معبر رفح وفقاً لرؤية وطنية». واعتبر أن «إيجاد قنوات عمل مشتركة بين غزة ورام الله في شأن قضية فلسطينية يمكن التفاهم معها وإيجاد حلول مناسبة بما يساعد في حل أزمة معبر رفح في شكل يخفف الحصار والحكومة لا تمانع ذلك». لكن رزقة عبّر عن رفض الحكومة «أي حديث عن تجديد العمل باتفاق المعابر لعام 2005 الميت، الخاص بإدارة معبر رفح بمراقبة أوروبية»، والذي بموجبه تسلم حرس الرئيس عباس ادارة المعبر الى أن سيطرت «حماس» على القطاع في 14 حزيران (يونيو) عام 2007، وطردت قوات «فتح» والسلطة من القطاع. وكشف ان الحكومة أجرت اتصالات عربية ودولية «للضغط على الجانب المصري من أجل إعادة فتح معبر رفح». وأشار إلى أن الحكومة «عرضت إرسال وفد رفيع المستوى إلى مصر، للقاء المسؤولين للتباحث في الملفات المشتركة بين الجانبين».