أكد وكيل وزارة الزراعة الدكتور خالد الفهيد أن الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية ليس هدفاً للدولة، وقال: «إن كل الدول ليست مكتفية ذاتياً من المنتجات الزراعية. هدف الدولة توفير الأمن الغذائي للمواطنين والمقيمين في المملكة». وبخصوص حديث وزير الزراعة أخيراً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض، قال الفهيد في تصريحات إلى «الحياة»: «حديث الوزير في شأن الاكتفاء من البيض تم الحديث عنه سابقاً، والأرقام تشير إلى أن إنتاج جميع المنتجات الزراعية انعكس إيجاباً على المستوى الغذائي للمواطنين والمقيمين حالياً». من جهته، أوضح عضو اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة سامي الألمعي، في حديثه مع «الحياة»، أن «هناك وفرة كبيرة في بعض المنتجات الغذائية في السعودية، غير أن هناك انخفاضاً في منتجات أخرى، فمثلاً تتوافر أنواع كثيرة من المنتجات غير الأولية في شكل كبير وبأسعار مقبولة إلى منخفضة، بينما نجد بعض المنتجات مثل الفواكه والخضراوات تصل أسعارها إلى أرقام خيالية»، مطالباً بالتركيز على الأولويات من خلال إعداد دراسات استراتيجية للمنتجات الغذائية في المملكة. وأضاف: «المتابع للمنتجات المحلية، يلاحظ أن منتجاً معيناً مثل الطماطم يعرض في السوق بسعر 10 ريالات للصندوق، وبعد أسبوع بسعر 25 ريالاً نتيجة ضعف التخطيط، والحديث يكون هنا عن العرض والطلب». وأشار الألمعي إلى أن إنتاج المملكة من الخضراوات يكفي 90 في المئة من حاجة السوق، بينما بلغت نسبة إنتاج الفواكه والحمضيات 57 في المئة، واللحوم الحمراء 36 في المئة، والأسماك 37 في المئة، والدواجن 42 في المئة». ورأى أن «الاكتفاء في دول العالم مفقود، فلا توجد دولة مكتفية من الإنتاج»، مشيراً إلى أن إنتاج بعض المنتجات الزراعية في المملكة يواجه عوائق، سواء مناخية مثل المياه أم لوجستية». أما رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية في القصيم سلطان الثنيان، فأشار إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات في السعودية مثل التمور والألبان وبعض الأسمدة الزراعية التي تصنعها شركة «سابك»، مشيراً إلى أن كلفة بعض المنتجات الزراعية المنتجة محلياً أعلى من بعض المنتجات المستوردة من الخارج مثل زيت الزيتون. وأكد الثنيان في حديثه مع «الحياة»، أن «الأزمة السورية الحالية تسببت في ارتفاع أسعار بعض المنتجات الزراعية المحلية»، مشيراً إلى أن بعض المنتجات الزراعية التي يوجد منها اكتفاء ذاتي يتم استيراد نوعيات منها من الخارج بهدف التنويع. واعتبر رئيس اللجنة الزراعية في «غرفة القصيم» يوسف الدخيل، أن حديث وزير الزراعة عن الاكتفاء في البيض القصد منه صناعات الدواجن وليس المنتجات الزراعية، فهناك منتجات زراعية اكتفت منها السعودية مثل التمور والألبان والعسل وبعض أنواع الأسماك والحمضيات والفواكه. وشدد الدخيل على أن إنتاج 85 في المئة من الخضراوات يعتبر جيداً مقارنة بدول أخرى، مشيراً إلى إن بعض المشاريع الزراعية مثل الدواجن تواجه مشكلات من إغلاق المزارع والأمراض التي تقلص الإنتاج المحلي للدواجن، كما أن هناك اكتفاء من الروبيان في السعودية ويتم تصدير كميات كبيرة للخارج. وذكر تقرير لوزارة الزراعة أن إنتاج المملكة من الألبان ومشتقاتها بلغ عام 2011 حوالى 1.838 مليون طن، منها 1.678 مليون طن تم إنتاجها من طريق المشاريع الزراعية المتخصصة في إنتاج الألبان، وهي مشاريع تجارية يتم تسويق كامل إنتاجها على شكل حليب مبستر ولبن طازج وحليب طويل الصلاحية وزبادي ولبنة وغيرها، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب الطازج في المملكة منذ أعوام. وفي مجال بيض المائدة، حققت المملكة منذ أعوام طويلة الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة، وعلى رغم تزايد أعداد السكان إلا أن الإنتاج استطاع أن يلبي الحاجات المتزايدة منها وتعدى ذلك إلى تصدير الفائض إلى الدول المجاورة. وخلص التقرير إلى أن الإنتاج المحلي من بيض المائدة بلغ في العام 2011 حوالى 220 ألف طن، كما أن المملكة استطاعت استكمال حلقة إنتاج الدجاج، سواء البياض أم اللاحم، وذلك بإنتاج صيصان أمهات الدجاج التي بلغ إنتاجها 520 مليون صوص لاحم و24 مليون صوص بياض في العام نفسه.