قال ممثل المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي إن موجة التهجير الطائفي المتبادلة التي شهدتها محافظات عدة أخيراً، «أشد فتكاً من التفجير بالسيارات المفخخة»، ودعا إلى الحذر من «تداعيات الفتنة والقتل المتبادل». وقال الكربلائي في خطبة الجمعة أمس إن «العقلاء من كلا الطرفين يجب أن يلتفتوا ويحذروا التداعيات على مستقبل العراق، لا سيما أن الأحداث الأمنية الأخيرة تشير إلى استهداف متبادل وتهجير لأقلية معينة شمال العراق يقابله تهجير في الجنوب». وأضاف أن «هذه الأحداث تستدعي من العقلاء الحذر من استمرارها فستكون لها نتائج خطيرة على وحدة النسيج الاجتماعي والوطني في العراق، بل يصبح كل شيء في خطر مع استمرار الاستهداف الطائفي المتقابل». وأوضح أن «العمليات الأمنية ذات الطابع الطائفي التي تقع في شمال البلد وجنوبه كاستهداف الشبك في الموصل عبر عمليات الاغتيال والتهجير المستمر من مناطقهم والاستهداف المنظم للأقلية التركمانية في طوزخورماتو، وأيضاً استهداف أئمة الجوامع من الطائفة السنية الكريمة في البصرة والاغتيالات المستمرة لأئمة الجوامع في مناطق الجنوب، وكذلك تهجير بعض من أسر عشيرة السعدون، يعد استهدافاً طائفياً متبادلاً وهذا أمر خطير جداً على مستقبل العراق». وزاد: «لا بد أن يكون للأجهزة الأمنية المعنية اهتمام أكبر بهذا الأمر والتعامل بحزم مع أي طرف يستهدف المكونات العراقية في الشمال والجنوب». ولفت إلى أن «التعامل بمبدأ المقابلة بالمثل أمر خطير جداً وحينما يقتل أناس في منطقة بلون وهوية معينة يقابله مباشرة قتل في منطقة أخرى، لذا يجب أن يعرف الجميع أن استمرار الاستهداف الطائفي سوف لا يجعل أحداً في مأمن من العواقب الخطيرة». إلى ذلك، حذر رجل الدين صدر الدين القبانجي من الاعتداءات التي تطاول أقليات دينية وعرقية في البلاد، واعتبرها محاولة لاثارة الفتنة الطائفية. وقال خلال صلاة الجمعة أمس: «هناك صيحات استغاثة تأتينا من أبي صيدا في محافظة ديالى وكذلك التركمان في الموصل يتعرضون لاستهداف ممنهج وهناك اعتداءات على إخواننا السنة في البصرة»، واعتبر أن هذه «الأمور محاولات لإثارة الفتنة الطائفية في العراق». وطالب «المسؤولين بأن يحموا الأهالي في محافظاتهم أن كانوا سنة أو شيعة والدولة بشكل عام مطالبة بحماية المواطنين».