يحتوي الغلاف الجوي للمريخ على كمية قليلة جداً من غاز الميتان، بحسب تحليل قام به الروبوت «كوريوسيتي» المستقر على سطح الكوكب الأحمر منذ أكثر من عام، وهي نتيجة قد تطيح بفرضية أن يكون هناك شكل من الحياة ما زال موجوداً على سطح المريخ، بحسب ما أظهرت بحوث علمية. ويعتقد العلماء بوجود علاقة بين غاز الميتان وبين وجود نشاط حيوي (بيولوجي)، وتقوم الكائنات المجهرية عادة بإنتاج هذا الغاز. وكانت دراسات وبحوث أجريت خلال السنوات العشر الأخيرة، تحدثت عن وجود كبير لغاز الميتان في الغلاف الجوي للمريخ، ما عزز آمال العلماء بوجود حياة مجهرية ما زالت قائمة على سطحه. وفي آذار (مارس) 2003، رصد علماء سحابة من 19 ألف طن من غاز الميتان قرب خط الاستواء المريخي. لكن عمليات المراقبة والرصد هذه كانت تجري من الأرض، أو بواسطة الأقمار الاصطناعية التي تسبح في مدار الكوكب الأحمر. أما القياسات العالية الدقة التي أجراها الروبوت «كوريوسيتي»، الذي هبط على سطح المريخ في آب (أغسطس) 2012، فأظهرت أن كثافة الميتان في جو المريخ لا تتعدى 1,3 في البليون، أي أقل بست مرات من التقديرات السابقة. ومن شأن خلاصة كهذه أن تطيح فرضية وجود كائنات مجهرية حية أو مواد عضوية أحفورية حتى الآن على سطح المريخ، بحسب العلماء. والروبوت «كوريوسيتي» هو أكثر الأجهزة الفضائية تطوراً، وتوصل إلى أن كوكب المريخ كان في ما مضى زاخراً بالمياه وبالحياة المجهرية. وفي الأسابيع الماضية، استأنف الروبوت ذو العجلات الست طريقه إلى جبل ماونت شارب الذي يبعد عنه ثمانية كيلومترات. وقد تستغرق هذه الطريق أشهراً عدة، إذ أن الروبوت يتوقف باستمرار لإجراء تحاليل للصخور والتربة والتقاط الصور. ويثير سفح جبل ماونت شارب اهتمام العلماء لأنه يضم طبقات رسوبية متعددة، من شأنها أن تساعد على تحديد الأزمنة التي كان المريخ فيها صالحاً للحياة، بحسب وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».