رفضت الدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة مشروع قرار عربياً مدعوماً من إيران يختص إسرائيل بالانتقاد بسبب ترسانتها النووية فيما يمثل انتصاراً دبلوماسياً للقوى الغربية التي عارضت المبادرة. وأبرز الجدل والتصويت خلال الاجتماع السنوي للوكالة التي تضم في عضويتها 159 دولة الانقسامات في وقت تأمل فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تحقيق تقدم في خلاف نووي اخر مستمر منذ عقد مع ايران. وقدمت الدول العربية مشروع قرار غير ملزم للاجتماع في فيينا للمرة الأولى منذ عام 2010 للتعبير عن غضبها من عدم إحراز تقدم في الجهود الرامية الى إخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل. وصوتت 51 دولة ضد مشروع القرار الذي يطالب اسرائيل بالانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي مقابل تأييد 43. وامتنعت الدول الاخرى عن التصويت او تغيبت. وقالت الولاياتالمتحدة في وقت سابق إن استهداف حليفتها المقربة لن يؤدي سوى لإلحاق الضرر بالجهود الاوسع نطاقاً الرامية لاخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط وهو ما يعرضها لإدانات متكررة من جانب العرب وإيران. ويقول مسؤولون امريكيون واسرائيليون ان اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية لا يمكن ان يصبح حقيقة قبل ان يتحقق سلام عربي اسرائيلي واسع النطاق وتقيد ايران برنامجها. وقال المبعوث الاميركي لدى الوكالة جوزيف مكمانوس ان الولاياتالمتحدة تأسف لطرح مشروع القرار للتصويت. وأضاف "لا يوجد فائزون اليوم.. سننظر الى الامام ونواصل العمل الجاد لبدء حوار بناء لاقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط". وقال دبلوماسي اسرائيلي ان "النتيجة الايجابية تفتح افاقا أفضل للحوار في الشرق الاوسط." وتتهم اسرائيل والولاياتالمتحدةإيران بالسعي سراً للحصول على إمكانات اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وأنعش انتخاب حسن روحاني وهو رجل دين معتدل نسبيا لرئاسة ايران الامال في تخفيف حدة التوتر مع الغرب. وكانت القوى العالمية وافقت عام 2010 على خطة مصرية لعقد مؤتمر دولي لارساء القواعد لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. ولكن الولاياتالمتحدة - وهي احدى القوى الكبرى التي ستشرف على مثل هذا الاجتماع - قالت في اواخر العام الماضي ان الاجتماع لن يعقد في موعده المقترح في كانون الاول/ديسمبر من العام الماضي ولم تقترح موعد بديلاً. وتقول بريطانيا وهي راعية اخرى للاجتماع انها تامل في امكانية عقده في 2013. وقالت السفيرة البريطانية سوزان لو جين داليغيرشيك ان مشروع القرار العربي كان مثيرا للانقسام لكنها اضافت ان تأجيل عقد المؤتمر "ولد احباطات يمكن تفهمها". وقال دبلوماسيون عرب إنهم احجموا عن طرح قرارهم بشأن إسرائيل في اجتماعات الوكالة الدولية عامي 2011 و2012 لدعم فرص عقد المؤتمر الخاص بالشرق الأوسط. وقال السفير رمزي عز الدين رمزي رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز في وقت سابق ان الاسرائيليين يماطلون ويسوفون. ومثلما كان الحال في السنوات السابقة اقر مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاجماع مشروع قرار منفصلا يطالب كل دول الشرق الاوسط بالانضمام الى معاهدة حظر الانتشار بدون ذكر اسرائيل بالاسم.